طرابلس ـ عبد الكافي الصمدغير أن المصادر تكشف أن ميقاتي «استدرج أثناء مفاوضات تأليف اللائحة إلى فخ نصبه له تيار المستقبل، يقوم على تسهيل ترشّحه وحليفه أحمد كرامي على لائحة التضامن، ثم توجيه اتهامات عدة لاحقاً له تمهّد لتشطيب كرامي وإسقاطه، ودخول ميقاتي المجلس النيابي بمفرده، بعد أن يكون قد أثخن بجراح نتيجة طعنات تلقّاها من حيث لم يتوقع».
وتساءلت المصادر: «ما هو سرّ ترشّح الأحدب منفرداً؟ وكيف أتت قدرته على المزاوجة بين كونه علمانياً ويمثل وجهاً من وجوه الحداثة من جهة، وناطقاً باسم قوى إسلامية متشددة تتعاطف مع قضية الموقوفين في السجون اللبنانية من جهة أخرى؟ ومن سيمنعه في حال نجاحه من أن يأخذ وهجاً سياسياً سيغطي على وهج الآخرين، ويجعله رقماً صعباً في المعادلة السياسية في طرابلس؟».
هذه التساؤلات التي بقيت أجوبتها غير واضحة، تقاطعت مع علامات استفهام وضعتها أوساط مراقبة بشأن «موافقة الحريري أو عدمها على سيناريو استدراج ميقاتي بهذا الشكل، لأن ذلك في حال ثبوت حصوله، سيجعل التشطيب سيد الموقف ضمن اللائحة الواحدة، بعدما أنشأ كلّ فريق فيها ماكينته الانتخابية الخاصة به بمعزل عن الآخرين. وفي هذه الحال، كيف ستبقى اللائحة متضامنة إذا كان الحريري سيدعم الأحدب من وراء الستار، وميقاتي سيؤيد النائب السابق جان عبيد من تحت الطاولة، والصفدي قد يبادل أصواتاً مع الرئيس عمر كرامي من خلف الآخرين؟».
وإذ توحي معطيات المراقبين أن الأحدب، بعد المهرجان الانتخابي الذي أقامه في طرابلس أول من أمس وشارك فيه جمهور بعضه محسوب على تيار المستقبل، «سينال منفرداً أصواتاً من مؤيّدي التيار قد تزيد على أصوات مرشّحيه في اللائحة، فضلاً عن بعض أصوات المعارضة» (موقف الرئيس كرامي أخيراً من أنه لا يمانع تبادل الأصوات مع الأحدب)، فقد أبدت مصادر سياسية مطّلعة استغرابها «بقاء الحريري صامتاً حيال تصعيد الأحدب مواقفه تجاه ميقاتي، واتهامه له بأنه «يقوم بمحاولة جديدة لعودة السوريين إلى لبنان من خلال النفوذ السياسي المسمى بالوسطية، التي علينا البحث عنها في مكان آخر».
وتساءلت المصادر: «لماذا لم يتحرك الحريري لوضع حد لتصعيد سيؤثر بلا شك في تحالفه مع ميقاتي وعلى وضع اللائحة، وخصوصاً بعد تصريح الأحدب الذي لم يعقبه أي توضيح من أن تيار المستقبل «لم يتخلّ عني، ولكن هناك أمور تؤخذ في الاعتبار»، إضافة إلى ما قاله النائب أحمد فتفت من أنه «إذا خرق الأحدب اللائحة، فسيكون ركن من 14 آذار قد خرقها لا شخص غريب!».
ومع أن ميقاتي لا يزال يلتزم الصمت حيال ما يجري، مؤكداً أنه يرفض في كل مناسبة «الدخول في سجال مع أحد»، فقد شددت أوساط مقرّبة منه على أن «صدقية اللائحة وتضامنها ومنع انفجارها من الداخل على المحك، والحل يكون بسحب الأحدب لترشيحه بعد ضغط من الحريري تحديداً، أو رمي «الحرم السياسي» عليه من تيار المستقبل، إضافة إلى تبيان أسباب إبعاد الأحدب عن اللائحة، التي ترافقت مع زيارات قام بها إلى دول إقليمية معنية بالملف اللبناني؟».