فداء عيتانيلا يخفي أحد الذين يمثّلون مراكز القوة في تيار المستقبل، ومستشاريه وعيونه وأحياناً دماغه، أو على الأقل جانب الضمير في هذا الدماغ، أن خطاب حسن نصر الله عن السابع من أيار كان «هدية مجانية ثمينة» للمستقبل، وجزئياً للمسيحيين في قوى 14 آذار، إذ انعكس سلباً على واقع المعارضة في الشارع، وبخاصة في مناطق كطرابلس والمنية الضنية وعكار والبقاع الغربي وبيروت (الدائرة الثالثة) وصيدا. ويوافق بسهولة على أن في صيدا واقعاً خاصاً، قد يكبح ردة الفعل المذهبية على الخطاب، لكن في المناطق الصافية مذهبياً، فإن ردة الفعل ستأخذ مداها في التضامن مع تيار المستقبل، وكثافة الاقتراع لمصلحته.
يضيف أن التركيبة المذهبية ستسمح بتعبئة القوى، من دون أن يتمكن من تقديم تفسير لأسباب ما يراه هدية مجانية قدمها حسن نصر الله لسعد الحريري، اللهم إلا القول بأن كلمة «السيد حسن» تحمل مغزى لما بعد الانتخابات، لكنها لا تحمل أرباحاً خلال العملية الانتخابية، بل على العكس تماماً.
إلا أنه يرى، في المقابل، أن سعد الحريري ليس الزعيم السني الأوحد، وهو الأمر الذي تكرس بعد انتخابات عام 2005، إذ مَن كان يفترض أن يقف بوجه الحريري تخلى عن الوقوف في مواجهة الشاب المكلوم، ومن حاول المواجهة لم يكن مؤهلاً أساساً لها، ومعظم الأطراف أبدوا تعاطفاً مع الشاب، وتركت الأرض يحصدها كما يشاء، وخاصة في الشمال الذي كرسه زعيماً بعدما أتاه من بيروت مجرد نائب.
في المقابل، فإن سعد الحريري، في رأي المتابع الميداني نفسه، لن يكون بعد انتخابات عام 2009 زعيماً سنياً قوياً وحسب، بل الزعيم السني الأقوى. يستند هذا الرأي إلى التوزيع المقبل للمقاعد، علماً بأن التحالفات بعد الانتخابات ستشهد تحولات ولن تبقى الصورة مشابهة لما عليه اليوم. فبعد يومين من معركة الانتخابات، سيكون هناك إعادة تموضع لقوى رئيسية، إذ ستذهب القلة (بحسب تعبير المتابع) إلى رئيس الجمهورية، فيما سيعيد آخرون رسم مشهد مختلف في الحياة السياسية.
لا يقيم المتابع الحثيث وزناً كبيراً للتدخل السوري في العملية الانتخابية، وهو يرصده، بخاصة في البقاع وعكار والشمال. لكنه يقول إن سوريا حينما كان جيشها هنا لم تتمكن أحياناً من تعديل وجهة الاقتراع، «واليوم، سوريا ليست في لبنان».
أما توزع المقاعد، ودائماً بحسب المصدر الموالي، فسيكون في النهاية لقوى 14 آذار، بنقطة واحدة. وستحصل هي وحلفاؤها من الوسطيين المقربين من رئيس الجمهورية على 65 مقعداً في البرلمان، تاركة للمعارضة 63 مقعداً. ويقر المصدر بأن هامش الخطأ في هذه القراءة قد يطيحها كلها، فإذا تغير عامل واحد في المعادلة فإن الأكثرية ستنقلب من ناحية إلى أخرى. إلا أن المصدر، وحتى تتغير المعادلات، يعتقد بصحة ما كتبه على الورقة المحفوظة في الدرج، وهو:
بيروت الأولى (5 مقاعد) 4 موالاة وواحد للمعارضة، الثانية (4) 2 موالاة، 2 معارضة. الثالثة (10) 10 للموالاة، عكار (7) 7 للموالاة، المنية الضنية (3) 3 للموالاة. طرابلس (8) 8 للموالاة. زغرتا (3) 3 للمعارضة، بشري (2) 2 للموالاة. الكورة (3) 2 للموالاة، 1 للمعارضة. البترون (2) 2 للموالاة. جبيل (3) 3 للمعارضة. كسروان (5) 5 للمعارضة، المتن الشمالي (8) 1 للموالاة، 7 للمعارضة. عاليه (5) أربعة للموالاة، 1 للمعارضة. الشوف (8) 8 للموالاة. صيدا (2) 2 للموالاة. جزين (3) 3 للمعارضة. الزهراني (3) 3 للمعارضة. مرجعيون حاصبيا (5) خمسة للمعارضة. صور (4) 4 للمعارضة. النبطية (3) 3 للمعارضة. بنت جبيل (3) 3 للمعارضة. البقاع الغربي راشيا (6) 6 للمعارضة. زحلة والبقاع الأوسط (7) 4 للموالاة، 3 للمعارضة. بعلبك الهرمل (10) 10
للمعارضة.