الدفعة الجديدة من صور المرشحين ستحمل توقيعاً جديداً يتمثل باسم الموقع الإلكتروني للمرشح صاحب الصورة. فقد ولّى، بالنسبة إلى كثير من المرشحين، زمن توزيع المنشورات التي تحمل سيرهم الذاتيّة على الطرقات. فاليوم، بات بالإمكان إشراك الإنترنت في الحملات، فهناك ينشرون كل ما يريدون، ويرسمون لأنفسهم الصورة التي بها يحلمون
غسان سعود
يبدو إبراهيم كنعان على www.ibrahimkanaan.org مفعماً بالجاذبيّة: ابتسامة هادئة، وعينان تطلان من خلف النظارة بأحلام كبيرة. ويظلله الشعار ـــــ عنوان معركته: متِّن صوتك. أما فريد مكاري فيتكتّف على www.faridmakari.com مبتسماً مع عينين تنظران إلى المستقبل أيضاً من خلف تجاعيد صغيرة منسجمة مع بعض الشيب، وعلى يمينه الشعار ـــــ عنوان معركته: عِلم، عَمَل، عَلَم. أمّا موقع نايلة تويني (www.nayla-tueni.com)، فيبدو أكثر شباباً، اسمها الأساس في الصفحة لا صورتها، والأنظار تنجذب بسرعة إلى عنوان معركتها: دفاعاً عن لبنان العظيم.
ما القصة؟ مروان الخوري، المسؤول الإعلامي في حملة المرشح غطاس الخوري، يرى أن الموقع (www.ghattaskhoury.com) كان ضرورياً للنائب السابق حتى يتعرف الناس إليه أكثر، ويبقوا على اطلاع على نشاطاته، ويصلوا إلى مواقفه بوضوح من دون تحريف. وبرأيه، فإن كثيرين يهتمون للموقع، ويدخلونه يومياً، مشيراً إلى وجود فريق عمل يغذّي الموقع بالأخبار، ومعولاً على الإعلان لمزيد من الانتشار للموقع، وخصوصاً أنّه لن يتوقّف بعد الانتخابات.

باب لاستغلال المرشّحين

يروي نجيب، أحد مصمّمي المواقع الإلكترونية للمرشّحين، أنه يزور المرشح الراغب في تأسيس موقع شخصي، ليستفهم منه عمّا يريد تحديداً، مع العلم بأن ثمّة نوعين من المواقع: الجامدة، حيث يعرض المرشح سيرته الذاتية وبعض الأخبار التي يغيّرها من وقت إلى آخر. والمتحركة، حيث يصبح أشبه بالمواقع الإخبارية. الاختيار بين الاثنين مرتبط بطبيعة المرشّح: إن كان ديناميكياً، كثير الحركة والتصريح، يختر النوع الثاني. وإن كان قليل النشاط، يكتفِ بالموقع الأوّل، مركّزاً على الصور وأفلام الفيديو بدلاً من الأخبار. ويشير نجيب إلى أن معظم المرشحين الذين تعاون معهم ركزوا على ضرورة عرض سيرتهم الذاتية بأجمل طريقة ممكنة، وأرادوا التركيز على نقطتين أساسيتين في الموقع: منطقة ترشحهم وتطلعاتهم (الوزارية إذا أرادوا الاستمرار في الوزارة، والتشريعية إن أرادوا التفرغ للنيابة).
أما التكلفة فبسيطة. وهي تتراوح بحسب نجيب بين 400 و2500 دولار، بحسب طلبات المرشّح، علماً بأنّ بعض المرشّحين وقعوا ضحيّة لمصمّمين «عرفوا كيف يستغلّون الموسم الانتخابي ليغتنوا، فأخذ بعضهم 20 ألف دولار ثمناً لموقع واحد».
مصمّم آخر، يرى أن الموسم الانتخابي كان جيداً لجهة تعزيز مدخوله، رغم أنّ كثيراً من المرشّحين غير ضليعين باستخدام الإنترنت. فعلى سبيل المثال، أبدى أحد المرشحين اعتزازه الشديد بموقعه، لكنّه اتّصل بعد الانتهاء من تنفيذه ليسأل كيف يمكنه الدخول إليه من دون استخدام الـ«@»، لجهله بأن الرمز المذكور يستخدم في البريد الإلكتروني، لا للدخول إلى المواقع. مرشّح آخر سأل عن «عدد الصحافيين المفترض استخدامهم»، مبدياً اعتقاده بضرورة التركيز على منطقة ترشّحه والاكتفاء بمراسل واحد من كل الأقضية الأخرى!

الأشقر وتويني على الإنترنت

وبالانتقال إلى مضمون المواقع، تبرز الصورة التي يقدّم المرشّح بها نفسه للناخبين.
فبحثاً عن www.michelpharaon.com، يطل موقع باللغة الفرنسية، تظلله صورة ميشال فرعون مع خلفية تظهر بعض المباني والأشجار، ويتحرّك وسطها بضعة أشخاص وهميّين يحملون شعارات: ملتزم معكم... خدمة أهلنا، ملتزم معكم... إنماء منطقتنا، ملتزم معكم... بناء الدولة. وفي الأسفل، فيديو أعدّه فرعون عن نفسه وعرضته قناة «إم. تي. في» أخيراً.
أما موقع خصمه نقولا الصحناوي (www.nicolas-sehnaoui.org)، فيبدو أكثر ازدحاماً بالأخبار. وتطل بداية صورة كبيرة تتغيّر 45 مرة عارضة أهم النشاطات التي قام بها الصحناوي منذ أن قرّر الترشح. تحت الصورة، يتوجه الصحناوي لناخبيه بالقول: «إنني أكافح لأجل أولادي وأولادكم لكي لا يجبروا على طرق أبواب السفارات. أؤمن كل الإيمان بأن لبنان أجمل البلدان وهو ملك لنا شرط ألا نتركه وأن نشارك جميعاً في الحياة العامة». وفي موقعه، يركز الصحناوي على الظهور بمظهر المرشح الراغب جداً في التواصل مع ناخبيه.
ووسط مرشّحي الأشرفية، يبرز أيضاً موقعا المرشحين مسعود الأشقر (www.massoud-ashkar.org) ونايلة تويني (www.nayla-tueni.com). يخاطب الأشقر ناخبيه عبر صورة مرسومة على طريقة صور منافسه نديم الجميّل الموزعة أخيراً، وفيها دمج بين الأشقر المقاتل قبل عقود والأشقر السياسي اليوم. وعبرها يقول الأشقر لناخبيه: الأشرفية البداية... وبالنهاية مش للبيع؛ وعدي لكم أن أسمع مشاكلكم، وأن أبقى دوماً حاضراً كما هو واجبي، وأن أبقى وفياً لوعد الـ10452 كم مربعاً. ويحرص الأشقر على الظهور من خلال موقعه بمظهر المحافظ على «أمانة الشيخ بشير».
أما تويني، فتعرض في موقع ينبض شباباً البيانات الصحافية، المقابلات التي أجرتها، أهم أخبارها الانتخابية، مقالاتها، سيرتها الذاتية وبرنامجها الانتخابي. ورسالة الموقع واضحة، كأنه يقول: أنا مختلف عن كل المواقع الأخرى، أنا تجديدي.

للّذين يقضون وقتهم على الإنترنت

ومن بيروت إلى المتن، تبرز مواقع أساسية: www.ibrahimkanaan.org، www.sarkiseliassarkis.com، وwww.ghassanmoukheiber.com. الموقع الأول أقرب إلى المواقع الإخبارية لكثرة الأخبار. يحاول كنعان الإطلال من خلاله بصفته النائب الكثير الحركة، البرلماني، والزعيم المتني. وهو عبر موقعه يحدد عناوين المعركة بوضوح: لا نركع ولا نقوم بصفقات على حساب السيادة والاستقلال. وتقول المسؤولة الإعلامية في مكتب كنعان سوزان نوّار إن الموقع جزء من الحملة الانتخابية، وهو ضرورة لتوجهه إلى مجموعات تقضي معظم وقتها على الإنترنت. كذلك يوفر وسيلة لتوثيق الكثير من المعلومات، مشيرة إلى أنّها اهتمّت بالصورة الأساسية ليظهر كنعان من خلالها «كلاس» و«شبابياً» في الوقت نفسه.
أما سركيس سركيس، فيظهر تحت عنوان حملته «مواطن في خدمة مواطن». وفي الصفحة الأساسية، يبتسم سركيس أمام خلفية العلم اللبناني، مكتفياً بتقديم سيرته الذاتية وبرنامجه الانتخابي. ويعد سركيس الناخبين بالعمل، إن فاز، على تفعيل سياسة الضمانات الصحية والاستشفائية، وتحسين وضع شبكة المواصلات في المتن، وإنماء الأرياف والحد من الهجرة إلى المدينة.
بدوره، يُعَدّ موقع غسان مخيبر الأهمّ بين مواقع زملائه المرشّحين: بداية يطل مخيبر واقفاً مكتّف اليدين، وإلى يساره دعوة للزائرين إلى البقاء على تواصل والمساعدة في تمويل الحملة الانتخابية. أما الصفحة الرئيسية، فتولي اهتماماً كبيراً بعمل مخيبر التشريعي، إضافة إلى نشاطه المتني. كذلك يجد الزائر معظم مقالات مخيبر خلال السنوات الماضية. وجدير بالذكر أنه الموقع الوحيد باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية. يروي مخيبر أنه اهتم شخصياً بمعظم التفاصيل التي يتضمنها الموقع «الضروري لمخاطبة مجموعة كبيرة من الشبان الذين يصعب لقاؤهم والحوار معهم إلا عبر الإنترنت». ويشير إلى توفير الموقع ملفات كثيرة تسهّل التعاون مع الصحافيين، ومع المواطنين الباحثين عن خبر لا تعطيه بعض الصحافة حقه معظم الأوقات.

وسطيّة... عقل... وبرتقال

ومن المتن إلى الشمال، حيث تبرز مواقع كلّ من نجيب ميقاتي، محمد الصفدي، مصباح الأحدب، وجبران باسيل.
الأول، www.najib-mikati.net، يبدو قديماً بعض الشيء. صورة ميقاتي صغيرة مقارنة بالمواقع الأخرى. والعنوان تقليدي: إن التسامح والاعتدال والوسطية هي السبيل للوصول بالوطن إلى شاطئ الأمان. والموقع الدائم، قبل الانتخابات وخلالها وبعدها، يشمل سيرة ميقاتي الذاتية، أنشطة مؤسساته وأخباره، إضافة إلى «تسعون يوماً في السرايا». أما www.mohammad-safadi.com فعنوانه «ثروتنا عقلنا»، وهو بسيط جداً، أهم ما فيه، «منطلقات الصفدي في معترك العمل العام»: «انطلاقاً من الواجب الوطني الذي يفرض على الجميع... فإن محمد الصفدي، إيماناً منه بفاعلية العمل الجماعي شرطاً لتحصين المبادرة الفردية ولضمان استمرارية المؤسسات، يبادر إلى خوض الاستحقاق النيابي».
أمّا موقع www.gebranbassil.com، فيخاطب الجمهور بصفتين: ابن البترون، والوزير الشاب. وتظلّل الصفتين ابتسامة واثقة مع خلفيّة برتقالية تجنّبها معظم المرشّحين العونيين الآخرين.


«فكرة اليوم» و«ازدهار»

حين يتوقّف الزمن
رسالة إلى الجمهور