الدوحة ــ الأخبارألقى الرئيس السوداني، عمر البشير كلمة في افتتاح القمة العربية في الدوحة، تناول فيها قرار المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة توقيف بحقه، والأوضاع في إقليم دارفور، فضلاً عن عدد من القضايا العربية. وأشاد البشير بالدعم الذي تلقاه من القادة العرب في مواجهة قرار المحكمة الجنائية الدولية، وقال: «إننا لنقدر لكم مساندتكم للسودان في مجالات عديدة...»، لكنه طالبهم في المقابل باتخاذ «قرارات قوية واضحة لا لبس فيها، ترفض هذا القرار وتطالب من افتراه بإلغائه، وكل ما يترتب عليه، حتى تجد المبادرة العربية الأفريقية للسلام في دارفور أرضاً تقف عليها...». واتهم البشير المحكمة بالافتراء على السودان، قائلاً: «ثم كانت ثالثة الأثافي بهتانهم ما افترته ما تُسمى محكمة الجنائية الدولية في حق السودان»، وأضاف: «إننا مع العدالة لا نحيد. وقد حاكمنا وسنحاكم كل من يثبت جُرمه...». وتابع «قضاؤنا المؤهل يشهد عليه كثير من إخواني الزعماء؟...». ورأى أن «من يستهدف السودان يعرف هذا، لكن الأهواء والمطامع تعمي الأبصار والبصائر»، واتهم «...المجتمع الدولي ودعاة حقوق الإنسان، (بأنهم) ثارت ثائرتهم، متهمين السودان وحكومته بالبطش بهؤلاء المجرمين لمّا أدانتهم المحاكم... وطالبوا بالشفقة والرحمة بالمجرمين...».
وعن آثار قرار المحكمة على الوضع السوداني، قال البشير: «انقلب السحر على الساحر»، وأضاف: «... الشعب السوداني الأبيّ أبى إلاّ أن يلتف حول قيادته...».
وعن أسباب طرد المنظمات الإغاثية الأجنبية، قال البشير إنها ارتكبت تجاوزات لخّصها بالآتي: «أولاً: بدأت تعمل خارج التفويض الممنوح لها، وثانيا:ً لديها اتفاقيات سرية مع المحكمة الجنائية الدولية وتمدها بتقارير كاذبة، وثالثاً: تقدم تقارير عن الاغتصاب الجماعي فيه فتنة تدعي تغيير الجينات الأفريقية إلى عربية». وعن وجود فجوة إنسانية في إقليم دارفور، قال البشير: «... ذهبت لجنة مشتركة بين الحكومة والأمم المتحدة وأثبتت في تقريرها أنه لا وجود لفجوة غذائية أو دوائية»، لكنه طالب «منظمات الهلال الأحمر والمنظمات الطوعية الأخرى (بالتوجه) إلى دارفور ...».
من جهةٍ ثانية، دعا البشير في خطابه إلى ضروة إصلاح مجلس الأمن «لكونه مؤسسة غير ديموقراطية تعمد إلى الانتقائية بما ينافي العدالة، ولا تعرف أن معيار العدالة واحد، فازدوجت المعايير، واستهدف الضعفاء، وغُض الطرف عن المجرمين». وأضاف متسائلاً: « وإلاّ فكيف يستقيم أن يقرر مجلس الأمن إحالة موضوع دارفور لما يسمى المحكمة الجنائية الدولية، ويقدم الرشوة في ذات القرار لأميركا، فيعفي منسوبيها المدنيين والعسكريين في كال أرجاء الدنيا من ولاية المحكمة؟». وأشار إلى وجود «بعض الدول تعمل ضد ميثاق الأمم المتحدة وتفتقر إلى الصدقية...». وتناول بعض الأمثلة قائلاً: «قبل توقيعنا اتفاقية أبوجا، هددوا الفصائل الدارفورية بعظائم الأمور إن هي لم توقع. لكنهم عوضاً عن ذلك أغدقوا عليهم الدعم العسكري عدةً وتدريباً، وانقلبوا على حكومة السودان ...». واتهم إسرائيل بأنها «تدرب المتمردين وتمدهم بالعتاد والعدة...».
إلى ذلك، تناول البشير في خطابه المسألة الفلسطينية، وطالب بجمع الصف الفلسطيني، وقال: «...فبدون وحدة الصف الفلسطيني لا أمل في مواجهة مع إسرائيل أو في سلام معها...». كذلك تحدث عن المبادرة العربية للسلام، وقال: «...ينبغي أن يفهم من يعنيهم الأمر أن مبادرة السلام العربية لن تبقى طويلاً على الطاولة ...». ثم تطرق إلى أهمية دعم كل من الصومال، وجمهورية القمر الاتحادية، بالإضافة إلى معاونة العراق «مهد الحضارات».