خلافاً للتسريبات الأميركية عن رفض دمشق تحديد موعد لمفتشي الأمم المتحدة لزيارة الموقع الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية في دير الزور في الساس من أيلول الماضي، أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، أن سوريا دعت مفتشيها لزيارتها بين الثاني والعشرين والرابع والعشرين من شهر حزيران الجاري. وقال البرادعي، خلال اجتماع مغلق لحكّام وكالة الطاقة في فيينا، «جرى الاتفاق على أن يزور فريق من الوكالة سوريا خلال الفترة من 22 إلى 24 حزيران. أتطلع لتعاون سوريا الكامل في هذا الموضوع». وأشار إلى أن «سوريا مجبرة على إبلاغ الوكالة عن أي تخطيط لإنشاء مفاعل نووي».وفيما لم يحدّد البرادعي ما إذا كان مفتشو الوكالة سيُسمح لهم بالدخول إلى الموقع المستهدف في الغارة الإسرائيلية، قال مصدر دبلوماسي مطّلع على تفاصيل الزيارة في فيينا إن الوفد سيزور المنشأة.
وأشار البرادعي إلى أن الزيارة تأتي بعد الطلب الذي تقدمت به الوكالة على خلفية المعلومات التي وصلتها بأن مقاتلات إسرائيلية دمرت في أيلول 2007 منشأة نووية سورية. ولفت إلى أن الوكالة تتعامل مع هذه المعلومات بـ«جدية»، لكنه شدد على أنها هي السلطة المخوّلة التحقّق من امتلاك الدول المنضوية في معاهدة حظر الانتشار النووي منشآت تناقض هذه المعاهدة.
وانتقد البرادعي إسرائيل والولايات المتحدة، من دون ذكرهما بالاسم، لعدم قيامهما بنقل المعلومات عن المفاعل السوري المفترض ومهاجمة الموقع قبل إعطاء الوكالة الفرصة لتفتيشه.
وأكّد مصدر رسمي سوري، لـ «الأخبار»، موافقة دمشق على زيارة فريق وكالة الطاقة، مشدّداً على أن بلاده «ستتعاون لإنجاح مهمة الوفد».
وفي واشنطن، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك سوريا إلى «التعاون التام» مع وكالة الطاقة والسماح للمفتشين بمقابلة الموظفين السابقين في موقع الغارة.
(أ ب، الأخبار)