القاهرة، دمشق ــ الأخبارهل اقتربت لحظة المصالحة المصريّة ـــ السوريّة؟ هل نجحت جهود الوساطة العربية في تحريك المياة الراكدة في العلاقات بين القاهرة ودمشق؟ أسئلة تنتظر إجابة مؤجّلة تقدمها اليوم ليبيا، التي ستجمع للمرة الأولى منذ عام ونيّف الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشّار الأسد، في إطار قمّة سداسيّة عنوانها مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط».
ورغم أهمية القمّة في تحديد موقف من المشاركة في الاتحاد الذي يضم إسرائيل، إلا أن خبر جلوس مبارك والأسد إلى طاولة واحدة طغت عليها، في ظل ضبابيّة بشأن إمكان عقد قمّة ثنائيّة بين الرئيسين المصري والسوري، وتوقعات بأن تستأنف ليبيا مساعيها لإتمام مثل هذه القمّة.
وقالت مصادر سورية وليبية مطلعة لـ«الأخبار» في القاهرة إن قمة عربية مصغرة ستعقد اليوم في العاصمة الليبية طرابلس، بمشاركة رؤساء مصر وسوريا وتونس والجزائر وموريتانيا وليبيا، لبلورة موقف عربي موحد حيال مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي يتبناه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وقالت المصادر نفسها إن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قد نجح في إقناع الرئيس حسني مبارك بالمشاركة في هذه القمة، التي قد تشهد لقاءً هو الأول من نوعه بين مبارك والأسد منذ تدهور العلاقات المصرية ـــ السورية خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006.
وفيما أكد مصدر في مكتب مبارك، لـ«الأخبار»، مشاركة الرئيس المصري في القمّة، إلا أنه رفض تأكيد حصول لقاء ثنائي مع الأسد. غير أن مصادر دبلوماسية عربية في دمشق توقعت أن تثمر الجهود الليبية لعقد «قمة ثنائية سورية ـــ مصرية»، ضمن إطار المساعي الليبية لإزالة التوتر في العلاقات السورية ـــ المصرية.
وكانت صحيفة «الوطن» السورية نسبت أمس إلى «مصادر دبلوماسية عربية» ترجيحها حصول قمة سورية ـــ مصرية في طرابلس.
إلى ذلك، وفي إطار جهود المصالحة العربية، أعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح، قبيل توجهه إلى جدة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين، أنه يحمل رسالة من أمير الكويت إلى الملك السعودي عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك بشأن التضامن العربي، وذلك بعد زيارة للرئيس السوري بشار الأسد إلى الكويت الأسبوع الماضي.
وقال الشيخ محمد، رداً على سؤال عما إذا كانت الرسالتان تتعلقان بمساع للمصالحة تقوم بها الكويت بين سوريا من جهة ومصر والسعودية من جهة أخرى، «إن جهد الكويت مستمر في موضوع التضامن العربي»، مشيراً إلى أن «هناك بعضاً أو قليلاً من الانفراج في مجمل الأوضاع العربية». وأضاف «ثمة إشارات إيجابية في الجو العام العربي، ومن بينها الأوضاع في لبنان».