اقتراح بتولّي أبو جمرا نيابة رئاسة الحكومة وحقيبة الاتّصالات مقابل تثبيت المرّ في الدفاع
انحسرت مظاهر التوتّر العسكرية أمس في الشمال، من دون أن يسقط التوتّر السياسي الذي لامس أزمة الثقة نفسها التي كانت قائمة قبل اتفاق الدوحة، وسط تبادل اتّهامات بين فريقي الموالاة والمعارضة وصمت بدأ يتحوّل موقفاً سلبياً لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يبدو أنّه قرّر الاستسلام للضغوط التي تكبح انطلاقة قويّة لعهده.
وبينما طالبت قيادات من الموالاة رئيس الجمهورية بالموافقة على تشكيلة حكومية بالتشاور مع الرئيس المكلّف فؤاد السنيورة دون الوقوف على خاطر الجميع، دعت قيادات من المعارضة الرئيس سليمان الى إطلاق موقف يلزم السنيورة بتقديم تشكيلة تعكس روح اتفاق الدوحة، وإلا فالمبادرة الى استشارات جديدة تنتهي بتكليف شخصية أخرى تأليف الحكومة.
إلا أن أوساط سليمان ما زالت تفضّل إطلاق كلام عام عن ضرورة أن يتنازل الطرفان لمصلحة الاتفاق. وقال زوّار سليمان إنه لا يزال يتجنّب مصارحة أيّ من الفريقين بموقفه الحقيقي، لكنه لا يرى أي خطأ في إصراره على توزير الياس المر في حقيبة الدفاع، رغم ملاحظات الجميع. ولاحظ زوار سليمان خلال الساعات الـ36 الماضية انشغاله بالوضع الأمني في الشمال، واهتمامه بإعداد مسوّدة بيان يخرج عن القمة الروحية المقررة اليوم في بعبدا، يكون مطابقاً لما جاء في خطاب القسم لجهة العمومية ومراضاة الجميع، علماً بأنه جرت مداولات بين أعضاء اللجنة التي تتولى صياغة البيان، والتي تضم النائب علي حسن خليل والأمير حارث شهاب ومحمد السماك، تناولت بعض النقاط الحسّاسة، ولا سيما تلك التي تتعلّق بالسلاح. فقد برزت رغبة لدى مؤيّدين لفريق الموالاة في الإشارة الى نبذ العنف والإرهاب واستخدام السلاح، ما دفع الآخرين الى المطالبة بالتفريق بين الإرهاب والمقاومة، الأمر الذي جعل فريق الموالاة يطلب شطب كلمة الإرهاب كي لا تجري الإشارة الى المقاومة. وانتهى الأمر الى استخدام الفقرة التي وردت في اتفاق الدوحة برفض اللجوء الى السلاح في حل النزاعات الداخلية.
وبينما ظل موعد تأليف الحكومة غائباً عن كلام الجميع، فُهم أن المعارضة لا تزال بانتظار جواب فريق الموالاة على الاقتراح الذي أعلنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، والذي يقول بأن يُترَك منصب نائب رئيس الحكومة لأحد وزراء العماد ميشال عون مع حقيبة الاتصالات، الأمر الذي يعدّ مخرجاً للجميع، فتبقى حقيبة الدفاع مع إلياس المر إذ لا يبدو أن سليمان في وارد التراجع عنه، وهو مخرج يدعمه بقوّة الرئيس نبيه بري الذي ينشط لإقناع الفريق الآخر بالقبول بتسوية تطلق مرحلة تنفيذ بقية اتفاق الدوحة، والوصول الى إقرار قانون الانتخابات.
وفي هذا السياق، يبدو أن برّي يدرس قرار دعوة المجلس النيابي الى جلسة عامة لمناقشة قانون الانتخابات، إلا أنّ من المرجّح ألا يكون فريق الاكثرية في وارد تسهيل هذه المهمة، بل سيحاول ربطها بتأليف الحكومة.

الأمن شمالاًوفي هذا السياق، واصل تيار «المستقبل» حملته التحريضيّة على حزب الله، محمّلاً إيّاه مسؤولية ما يجري. إلا أنّه كان لافتاً نداء وجهه النائب سعد الدين الحريري إلى أهالي طرابلس رأى فيه «أنه آن الأوان لأن يلعب الجيش وقوى الأمن الداخلي دورهما كاملاً في استتباب الأمن، ووقف النزف الأهلي في الشمال وكل المناطق».