أمير قطر يتقدّم حضوراً عربيّاً وغربيّاً لجلسة انتخاب سليمان والسنيورة يحضر وحكومته جلسة القسم
الاحتفالات البروتوكولية التي ستشهدها البلاد خلال اليومين المقبلين، لن تمنع من متابعة الاتصالات الجارية بقوة الآن من أجل تأليف حكومة الوحدة الوطنية، وإذا كان الجميع مشغولاً الآن بالترتيبات الخاصة بجلسة الأحد وبالحشد الكبير من الضيوف الذين سيشاركون في الجلسة، فإن كثيرين تابعوا وحاولوا تقصّي أمور كثيرة، تبدأ بالقرار المنتظر من النائب سعد الحريري بشأن تولّيه هو أو الرئيس فؤاد السنيورة أو أي شخصية من تياره منصب رئاسة الحكومة المقبلة، وكذلك هوية الفريق الإداري والوزاري والسياسي الذي سيرافق العماد ميشال سليمان الى رئاسة الجمهورية.
وبينما تواصلت المواقف الخارجية الداعمة لاتفاق الدوحة، لم تجب أوساط متابعة عما إذا كانت دعوات الرئيس نبيه بري للشخصيات الخارجية قد شملت السعودية، وخصوصاً أن رئيس المجلس كان قد أصيب بخيبة أمل من قرار القيادة السعودية عدم استقباله في وقت سابق، علماً بأنه لم يعرف ما إن كانت دعوة بري قد شملت وزير الخارجية السوري وليد المعلم. علماً بأن الجميع مهتم بالمشهد الذي سيتشكل كحاضنة لاتفاق الدوحة والعهد الجديد. كما أن سليمان بدأ يتلقى دعوات من رؤساء عرب لزيارة بلدانهم بعد انتخابه.
داخلياً، ينتظر الى جانب خطاب القسم للعماد سليمان، المواقف التي سوف ترد في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مهرجان عيد التحرير مساء الاثنين، وهو الخطاب الذي سيركز على صفحة جديدة في العلاقات الداخلية، قد يكون الأبرز فيها ملف العلاقة مع تيار «المستقبل». وعلمت «الأخبار» في هذا السياق، أن تبادل رسائل جرى خلال الأيام القليلة الماضية بين السيد نصر الله والنائب الحريري تمهيداً لترتيب لقاء بين الرجلين، بعدما شدّد الحريري في رسالته على رغبته القوية في طيّ الصفحة السابقة وفتح صفحة جديدة، وهو ما أكده نصر الله أيضاً.
الأمر الآخر يتعلق بمواقف قيادات من «مسيحيّي الموالاة» بشأن جلسة الانتخاب والتصويت للعماد سليمان من جهة، والبحث في التمثيل الوزاري لهذا الفريق في ظل توقع معركة قاسية على توزيع الحقائب للوزراء المسيحيين في الحكومة الجديدة.
على صعيد الاتفاق وجلسة الأحد تلقى الرئيس بري اتصالاً من السنيورة لبحث موضوع حضور الحكومة جلسة انتخابات الرئاسة، وتقرر أن تحضر الحكومة جلسة القسم، وأوعز بري الى وزرائه في الحكومة تلبية دعوة السنيورة الى مأدبة العشاء التي سيقيمها في السرايا الحكومية على شرف أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي سيصل الى بيروت اليوم للمشاركة في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية غداً وإلقاء كلمة في المناسبة.
وكان بري قد تلقى رسالة خطية من أمير قطر نقلها إليه القائم بأعمال السفارة القطرية محمد حسن الجابر أكد له فيها أنه سيتابع تنفيذ اتفاق الدوحة شخصياً حتى النهاية. وتلقى بري أيضاً اتصالاً من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي اعتذر لدواع صحية وسيوفد وزير الخارجية علي باباجان ليمثله في المناسبة.
وقد وسع بري إطار الدعوات الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لتشمل وزراء الخارجية العرب بدون استثناء ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي. وقالت مصادر قريبة منه لـ«الأخبار» إنه يريد للجلسة أن تتحول «جلسة تاريخية يتخللها عرس وطني وعربي وعالمي يدعم مسيرة خروج لبنان من الأزمة الى آفاق السلام والوئام، ويؤدّي الى زوال الخلافات العربية ـــــ العربية، من خلال ما ستشهده المناسبة من لقاءات».
ولدى استقباله القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشيل سيسون، احتج برّي على الموقف السلبي الذي أعلنه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش من اتفاق الدوحة، فأبلغته أن موقف الادارة الاميركية هو ما ستعلنه بعد لقائها معه. وهي قالت بعد الاجتماع إن الولايات المتحدة ترحّب باتفاق الدوحة «ونرى أن هذا الاتفاق خطوة إيجابية لتعزيز الديموقراطية في لبنان من خلال انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف حكومة جديدة وإقرار قانون جديد للانتخابات». وأضافت انها بحثت وبري في «حض الولايات المتحدة لكل القيادات اللبنانية على تطبيق اتفاق الدوحة بكل بنوده وبما يتوافق مع المبادرة العربية وأيضاً مع قرارات الأمم المتحدة».
الى ذلك قال السنيورة في آخر جلسة عقدتها حكومته مساء أمس قبل أن تصبح مستقيلة دستورياً إثر انتخاب رئيس الجمهورية غداً «نحن في اتفاقنا في الدوحة أحبطنا المؤامرة الكبرى التي استهدفت بقاء لبنان ومصيره». ورأى أن «الرابح من اتفاقنا في الدوحة هو لبنان. هو مستقبل لبنان واللبنانيين» وأضاف «الربح الكبير في اتفاق الدوحة هو أننا جميعاً تنازلنا من أجل لبنان لا من أجل أي طرف آخر، ونحن ملتزمون هذا الاتفاق لأنه اتفاق بين اللبنانيين ومن أجلهم ومن أجل مستقبلهم».


هزّات أرضيّة في صريفا والنبطيّة وحاصبيّا واليمّونة

ضربت جنوب لبنان أمس سلسلة من الهزات الأرضية بين التاسعة والتاسعة والنصف مساءً، وكانت الأقوى تلك التي ضربت بلدة صريفا والقرى المحيطة بها في منطقة صور، والتي قال مركز بحنّس لرصد الزلازل إن قوّتها بلغت 4 درجات على قياس ريختر.
كذلك شعر سكان منطقتي حاصبيا والنبطية بهزة خفيفة استمرت لثوانٍ عدّة، كذلك سكان بلدة اليمونة في البقاع. وترافقت الهزات مع صوت هدير أثار الذعر والخوف لدى المواطنين الذين خرجوا من منازلهم إلى مناطق مكشوفة. وبات الكثيرون منهم ليلتهم خارج المنازل.
وقالت غرفة عمليات قوى الأمن الداخلية إنه لم تسجّل أيّ أضرار مادية أو خسائر بشرية جرّاء ما حدث.