رغم انشغال اللبنانيّين بمتابعة موقف النائب سعد الدين الحريري من ترشيح نفسه لتأليف الحكومة الجديدة، تواصل البحث في آليّات التواصل بين القوى كافة، فيما أطلق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مواقف اتّسمت بلاءات عدّة أُعلنت بلغة حازمة وصوت مرتفع، ما يشير الى وجود أمور لم تحل بصورة كاملة. لكنّ نصر اللّه حرص على البعث برسائل الى السنّة في لبنان والعالم العربي مشدّداً على نقطتين تتعلّق الأولى بالموقف من مواجهة الاحتلال الاميركي في العراق، والثانية تخص جمهور الرئيس الراحل رفيق الحريري معلناً مد اليد للتعاون. وإذا كان نصر الله دافع بقوة عن موقف الحزب والمقاومة من كل ما جرى أخيراً، فإنه أشار الى أن التسوية السياسية في لبنان تتطلب تعاوناً من كل الأطراف. وتحدّث عن أن الحزب بما يمثله سياسياً وعقائدياً يريد المحافظة على لبنان المتنوع والمتعدد، علماً بأنه انتقد السعودية بصورة مباشرة، في موقف بدا انعكاساً لاستمرار الأزمة في علاقات الحزب وقوى المعارضة مع الرياض. وأشاد نصر الله بهدوء ودون مبالغات بانتخاب الرئيس ميشال سليمان وخطابه، وشدّد على أن سلاح المقاومة يجب ألا يتوجه الى الداخل، لكنّه سأل في المقابل عن وجهة السلاح الآخر، قاصداً سلاح قوى 14 آذار. كما أعلن رفضه استخدام سلاح الدولة لتصفية الحسابات السياسية الداخلية. (تفاصيل خطاب نصر اللّه ص 2ـــ3).رئاسة الحكومة تنتظر
وعلى إيقاع مشاورات غير معلنة جارية منذ أيام بين أركان فريق 14 آذار، تجتمع كتلة المستقبل النيابيّة بعد ظهر اليوم في قريطم برئاسة الحريري لتحديد الشخصية التي سترشّحها لرئاسة الحكومة الجديدة خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها الرئيس سليمان غداً الأربعاء، والتي أرجأها بناءً على رغبة فريق الموالاة الذي استمهله للاختيار بين رئيس الحكومة المستقيلة فؤاد السنيورة والحريري، في انتظار استكمال ما يجريه من مشاورات في هذا الصدد.
وتبيّن أن ثمة غالبية في الموالاة تميل الى ترشيح الحريري مقابل أقلية تسأل عن جدوى تولّي الحريري رئاسة الحكومة في هذه المرحلة، وخصوصاً أنّ فريق المعارضة قد يطرح إعادة النظر بكل القرارات التي اتّخذتها حكومة السنيورة التي لا يعترف بشرعيتها، منذ استقالة الوزراء منها في كانون الأول من عام 2006. وعلم أيضاً أن الموالاة تناقش ما يمكن أن تختاره المعارضة من وزراء لها في الحكومة، خصوصاً في ضوء ما لمّح إليه نصر الله في خطابه أمس عن تحقيق أفضل تمثيل للمعارضة في الحكومة.