القاهرة ـ الأخبارظهرت بوادر وساطة، أمس، بين سوريا والسعودية، بعدما تأكدت جهود المصالحة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة بين دمشق والقاهرة، التي ستشهد اليوم قمّة مصريّة ـ أردنية، قالت مصادر مصرية لـ«الأخبار» إنها ستتناول الأفكار المتداولة في شأن عقد قمة عربية مصغرة لـ«تقييم الوضع العربي».
وأبلغ سفير الجزائر لدى القاهرة، عبد القادر حجار، «الأخبار» أمس، بأن بلاده تقوم حالياً بمرحلة جس نبض لمعرفة إمكان القيام بجهود وساطة لتنقية الأجواء العربية وإزالة الغيوم التي تسودها. وقال إن بوتفليقة نقل إلى الرئيس المصري حسني مبارك أول من أمس «مشاغل الرئيس السوري بشار الأسد من جملة ما يجرى عربياً وإقليمياً». وأوضح أن جهود بلاده «لا تزال قيد الإنضاج وإذا نضجت، فالرئيس بوتفليقة سيتحرك بشكل مكثف لتقريب وجهات النظر بين مصر وسوريا من جهة، والسعودية وسوريا من جهة أخرى». وأشار إلى أن التحرك الجزائري يتم الآن على صعيد محور القاهرة ـ دمشق، أما المحور الثاني الخاص بالرياض ـ دمشق فقد يأتي لاحقاً في مرحلة مستقبلية».
ومن المقرّر أن يصل اليوم إلى القاهرة الملك الأردني عبد الله الثاني للقاء مبارك. ووصفت مصادر مصرية وأردنية اللقاء بأنه «مهم جداً، إذ يأتي في أعقاب قمة دمشق». وقالت مصادر مصرية إن القمة «ستتناول الأفكار المتداولة في شأن عقد قمة عربية مصغرة لتقييم الوضع العربي وبحث الأزمة اللبنانية».
ومن المرتقب أن ينضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الزعيمين، بعدما التقى أمس في الرياض الملك السعودي عبد الله. وقال مصدر رسمي سعودي إن الملك السعودي بحث مع عباس «تطورات القضية الفلسطينية وما تشهده عملية السلام في المنطقة من مستجدات، وكذلك الجهود الدولية المبذولة لتحقيق سلام عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس».
وقالت مصادر دبلوماسية قريبة من المباحثات إن عباس أطلع الملك عبد الله على «تطورات القضية الفلسطينية والقرارات التي اتخذتها قمة دمشق حيالها، إضافة إلى المباحثات التي أجراها مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس».
من جهة ثانية، لمّح مسؤول ليبي لـ«الأخبار» إلى أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قد يقوم بزيارة عمل رسمية إلى القاهرة في طريق عودته من سوريا إلى بلاده. وقال المسؤول المرافق للقذافي في دمشق، حيث بدأ زيارة رسمية بعد نهاية القمّة، إن الزعيم الليبي سيسعى إلى استئناف الجهود لحلحة الأمور بين القاهرة ودمشق.
إلى ذلك، نفى سفير الصومال في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، عبد الله حسن، أن يكون وفد بلاده إلى القمة العربية قد تلقى رشى أو أموالاً من قطر لكي يتنازل عن دوره في استضافة القمة المقبلة.
وقال حسن، الذي ترأّس وفد بلاده إلى قمة دمشق، إنه تلقى تعليمات من وزارة الخارجية الصومالية للتنازل عن دور بلاده بسبب صعوبة عقدها في ظل الأوضاع الأمنية والانفلات السياسي والعسكري الراهن في الصومال. وأضاف «قبل بدء الاجتماعات الرسمية للقمة العربية، غادرت مقعدي وتوجهت إلى حيث يجلس أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وأبلغته رغبتنا في التنازل لقطر عن استضافة القمة، فرحّب فوراً وشكرنا على هذه البادرة الأخوية». وأكد عدم تلقي «أي رشى مالية».