تحتل الغارة الإسرائيلية على سوريا اليوم، للمرة الأولى، حيزاً من النقاش العلني الرسمي في الكونغرس الأميركي، الذي سيبحث التعاون النووي بين دمشق وبيونغ يانغ.وكشف مسؤول أميركي لصحيفة «لوس أنجلس تايمز» عن أن ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» سيبلغون الكونغرس أن بيونغ يانغ كانت تساعد دمشق على بناء مفاعل نووي يعمل على البلوتونيوم.وأضاف المسؤول نفسه أن ضباط الـ«سي آي إيه» سيخبرون المشرّعين باعتقادهم أن «المفاعل كان سيصبح قادراً على إنتاج بلوتونيوم يمكن استعماله في صنع سلاح نووي، لكنه دمِّر قبل أن يصل إلى هذه المرحلة»، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية على سوريا في السادس من أيلول من العام الماضي.
وأضاف المصدر نفسه أن «مسؤولي الاستخبارات سيقولون إنه رغم الشكوك الأميركية لسنوات في الصلات بين كوريا الشمالية وسوريا، فإنهم انتظروا إلى العام الماضي حتى اقتنعوا، عبر المعلومات الاستخبارية الجديدة، بأن المنشأة المثيرة للشبهات التي تُبنى في منطقة نائية من سوريا هي بالفعل مفاعل نووي».
ولم يفسّر المسؤولون الأميركيون توقيت كشف المعلومات عن الصلات الكورية الشمالية ـــــ السورية بعد رفض استمر أشهراً. وأوضح سيناتور، رفض الكشف عن اسمه، «يبدو أن التوقيت يتأتّى من رغبة إدارة الرئيس بوش بإعلام أعضاء اللجان بآخر المعلومات الاستخبارية عن المفاعل قبل إعلان بعض منها». كذلك قال أحد المساعدين في الكونغرس أن لديه «انطباعاً قويّاً بأن سبب عزمهم على التحدث للجنة هو رغبتهم بقول شيء علناً».
ورأت نائبة رئيس مركز «أميركان إنتربرايز انستيتوت» للأبحاث، دانييل بليتكا، أن جلسات الاستماع «ببساطة خطوة للإدارة لا بد من أخذها لكي تتقدم في الموضوع». أما المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردون جوندرو، فقال إن «الإدارة تبقي دوماً الأعضاء المناسبين من الكونغرس مطلعين على قضايا الاستخبارات والأمن القومي».
وكان أحد الأعضاء الجمهوريين الكبار في لجنة الاستخبارات في الكونغرس، بيتر هوكسترا، قد تذمّر خلال مقال رأي في صحيفة «وال ستريت جورنال» في أيلول الماضي بأن الإدارة «رمت ستاراً غير مسبوق من السرية حول الغارة الإسرائيلية». وبحسب معلومات قال إنه اطلع عليها، فإن «من الضروري أن يطلع كل عضو في الكونغرس على هذه الحادثة، في أسرع وقت ممكن».
ومن المرجح أن يسبب الكشف عن التعاون الكوري مع سوريا انتقادات من النواب المحافظين الذين يعتقدون أن الانفتاح الأميركي على كوريا الشمالية وفر لحكومة بيونغ يانغ العديد من المكاسب، من دون إعطاء ضمانات بأنها ستنهي كامل جهودها النووية العسكرية وتسلّم أسلحتها في نهاية المطاف.
وتشير الصحيفة إلى أن «بعض المسؤولين في الإدارة غير راضين عن التطورات الأخيرة في المحادثات مع كوريا الشمالية». لكن العديد من المحللين شككوا بمقولة أن أعضاء من داخل الإدارة دفعوا باتجاه إقامة جلسة الاستماع، بهدف التسبب باستهجان يعوق أي اتفاق مع بيونغ يانغ.
(الأخبار)