حدّد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، شروط بلاده للمفاوضات مع إسرائيل، مشيراً إلى أنها يجب أن تكون علنيّة وغير مباشرة وبرعاية الإدارة الأميركية الجديدة، وذلك بعدما أكّد تلقّي رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، عبر تركيا، تفيد باستعداد الدولة العبرية للانسحاب الكامل من الجولان في مقابل السلام مع سوريا (تفاصيل ص 18).وقال الأسد، في مقابلة مع صحيفة «الوطن» القطرية، تُنشر الأحد كاملة، إن «أولمرت أكّد لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، استعداده لإعادة الجولان»، مشدداً على أنه «لن تكون هناك مفاوضات سريّة مع إسرائيل، بل ستكون معلنة، ولن تكون مباشرة بل عبر الطرف التركي، لنرى الصدقية الإسرائيلية، وربما مع إدارة مقبلة في الولايات المتحدة، نستطيع أن نتحدث بعد ذلك عن مفاوضات مباشرة». وأوضح الرئيس السوري أن «المفاوضات المباشرة بحاجة إلى راع، ولا يمكن أن يكون هذا الراعي سوى الولايات المتحدة».
وفي التعليق الإسرائيلي الأوّل على إعلان سوريا تلقّي رسالة أولمرت، رأت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أن دمشق «تحاول فرض مفاوضات علنية» مع الدولة العبرية، خلافاً لرغبة الأخيرة في أن تكون المفاوضات سرّية.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر إسرائيلية قولها إن «إسرائيل وسوريا تتبادلان الرسائل بواسطة مبعوثين منذ أكثر من نصف سنة، وبعد وقت قصير من تولّي إيهود باراك وزارة الدفاع في صيف العام الماضي». وتناولت الرسائل، بحسب المصدر نفسه، ما إذا كان الأسد «مستعداً لأن يعزل حماس عن مصادر الأسلحة؟ وهل في إطار اتفاق سلام ــــ يشمل انسحاباً من الجولان ـــــ سيكون مستعداً لتبريد العلاقات مع حزب الله أو قطعها والتوقف عن نقل ذخيرة إليه؟ وماذا بخصوص العلاقات مع إيران؟».
وأضافت المصادر أن «السوريين رأوا أن الأسئلة الإسرائيلية شروط»، مشيرة إلى أن «عرض السوريين للأمور على شكل انسحاب من الجولان في مقابل سلام كامل هو تبسيط للأمور، ولا يعكس الرسالة الإسرائيلية». وأشارت الصحيفة إلى أن سوريا «لا يمكنها قطع علاقاتها مع إيران وحماس وحزب الله بصورة مباشرة وسريعة».
وعلّق المتحدث باسم أولمرت، مارك ريغيف، لوكالة «فرانس برس»، على الكلام السوري بالقول إن إسرائيل «تريد السلام وترغب في التفاوض مع سوريا. نعلم أن سوريا تنتظر مثل تلك المفاوضات، وسوريا تعلم أننا ننتظرها».