نيويورك ــ نزار عبودردّت دمشق، أمس، على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول تطبيق القرار 1701، بمطالبة مجلس الأمن الدولي بمساءلة إسرائيل عن استمرار خروقها شبه اليومية للقرار الدولي ومعاقبتها على تحديها للإرادة الدولية، مشيرة إلى أن إرسال الولايات المتحدة خمس قطع بحرية إلى قبالة الساحل اللبناني بذريعة «حماية استقرار لبنان، يهدد الاستقرار في لبنان ويعرض جهود اليونيفيل للفشل».
وذكرت دمشق، في رسالة قدمها مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وتلقت «الأخبار» نسخة منها أمس، أن «مجلس الأمن الذي أصدر الكثير من الإدانات، لم يتحرك مرة واحدة لمطالبة إسرائيل ومساءلتها تجاوباً مع الشكاوى اللبنانية الكثيرة على الخروق، رغم مطالبة إعضاء فاعلين في المجلس بذلك. بالمقابل، كان التقرير غنياً بالمزاعم الإسرائيلية المغرضة عن تهريب السلاح من سوريا، بالرغم من أن لجنة تقييم الحدود ليبات أكدت في تقريرها عدم ضبط أي عمليات من هذا النوع خلال أشهر».
ودعت الرسالة بان إلى «أن يشير في تقريره إلى أسباب تعثر حل مشكلة مزارع شبعا والغجر والجولان، ومطالبة إسرائيل بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وإنهاء الاحتلال». وكررت استعداد سوريا لترسيم الحدود من الشمال إلى الجنوب بحكم وقوع الاحتلال جنوباً.
وبالنسبة إلى الوجود الفلسطيني، قالت الرسالة إنه «محكوم باتفاق القاهرة بين لبنان ومنظمة التحرير الذي وقّع عام 1969 ولا علاقة لسوريا بهذه الترتيبات». ورأت أن جميع المواقع الفلسطينية تقع «ضمن الأراضي اللبنانية حصراً، وسوريا ليست مسؤولة عن أي خلل بين الجانبين».
وأدانت الرسالة السورية رفض إسرائيل تقديم الخرائط الخاصة بالألغام والقنابل العنقودية، ورأت أنه رفض للامتثال لقرار مجلس الأمن. كما طالبت الأمين العام بأن يلزم إسرائيل بالانسحاب من شمال بلدة الغجر وباحترام سيادة لبنان الجار العربي «الذي عانى الكثير من التدخلات الخارجية».
وأكّدت الرسالة السورية على رغبتها في إقامة علاقات طيبة وحل الإشكالات القائمة «عند توفّر الرغبة لدى الحكومة اللبنانية». وطالبت بان بدفع العلاقات بين البلدين إيجابياً بدلاً من «محاولة تأجيج خلافات واختلاق أخرى جديدة لا تخدم إلا من يريد الإساءة إلى العلاقات التاريخية بين الشعبين والبلدين الشقيقين».
إلى ذلك، تعكف البعثة الفرنسية على إعداد بيان رئاسي لعرضه على مجلس الأمن يتعلق بتطبيق القرار 1701 في لبنان. ومن المتوقع أن يتضمن موقفاً من تأخر الانتخابات الرئاسية. لكن دبلوماسياً فرنسياً قال لـ«الأخبار» إنه «لا يزال يستمزج مواقف الدول الأعضاء في المجلس في شأنه ولم تستكمل عناصره بعد».