لم يصمد «إعلان صنعاء» الموقّع بين وفدي «حماس» و«فتح» أكثر من ساعات، خرجت بعدها الرئاسة الفلسطينية لتعلن التنصّل منه، ملقية اللوم على «انشغال» الرئيس محمود عبّاس باستقبال نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، ما حال دون التنسيق مع الوفد المفاوض في العاصمة اليمنية، في ظل تأكيد مصادر فلسطينية تعرّض أبو مازن لضغوط أميركية ــ إسرائيلية أدّت إلى موت الاتفاق بعد ولادته مباشرة (تفاصيل ص 20).وأبرز «الاتفاق الميت» حالاً من الانقسام داخل «فتح»، تمثّلت في التراشق الإعلامي بين رئيس الوفد «الفتحاوي»، عزّام الأحمد، ومستشاري الرئيس الفلسطيني، ولا سيما نمر حمّاد، الذي اتهم الأحمد بعدم الاتصال بأبو مازن لإطلاعه على نص إعلان صنعاء. وردّ الأحمد بالتأكيد أنه كان على تواصل دائم مع عباس، وأنه وقّع «إعلان صنعاء» بموجب الصلاحيات المخوّل بها، متهماً جهات في الرئاسة بعدم الرغبة في الحوار الوطني.
وفي السياق، قال رئيس الحكومة الفلسطينية الأسبق، أحمد قريع، إن الأحمد كان يجب أن لا يوقّع على الاتفاق، مشيراً إلى أنه (الأحمد) اتصل بعباس أكثر من مرة، إلا أن الأخير كان مشغولاً باستقبال تشيني، فكان هناك «سوء تفاهم أدى إلى التوقيع».
ودخل تشيني طرفاً مباشراً على خط الأزمة الداخلية، معلناً شروطاً أميركية للحوار بين «فتح» و«حماس»، أساسها تراجع الأخيرة عن «انقلابها» في قطاع غزة. كما هدّدت إسرائيل بتجميد المفاوضات مع السلطة إذا جلست «حماس» و«فتح» في حكومة وحدة وطنية.
وفي السياق، كشفت مصادر فلسطينية مطّلعة أمس أن القيادة المصرية قدمت إلى وفدي حركتي «حماس» والجهاد الإسلامي، خلال جولة المباحثات الأخيرة معهما في مدينة العريش قبل أيام، مشروعاً للتهدئة ووقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة وسلطات الاحتلال، أبرز نقاطه حصر النطاق الجغرافي للتهدئة في قطاع غزة، واستثناء الضفة الغربية، وهو ما وافقت عليه «حماس»، إلا أنه لاقى اعتراضاً من «الجهاد».
(الأخبار)