نفى وكيل داخلية منطقة عاليه الثانية في الحزب التقدمي الاشتراكي زاهي الغصيني، أن يكون الأشخاص الذين عرض تلفزيون «المنار» صورهم في نشرة أخباره المسائيّة أمس مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي. وقال الغصيني إن ما حصل هو إشكال فردي فجر الأحد الفائت، نزل على أثره المواطنون إلى الشارع، كما نزل «عرب خلدة بسلاحهم». وأضاف إن الذين نُشرت صورهم هم أشخاص من تيّار «المستقبل» وهم نزلوا بقرار فردي. وأكّد أن الإشكال انتهى، وتمّت السيطرة على الوضع «وضبضبنا الأمور وماشي الحال».رئيس بلدية عرمون الشيخ فضيل الجوهري قال لـ«الأخبار» إن خلافاً بين أفراد ينتمون لتنظيمين محليين بدأ عند العاشرة من مساء السبت الفائت في دوحة عرمون، وتطوّر بعد أكثر من 5 ساعات عندما بدأ إطلاق النار الذي استمر نحو 45 دقيقة. وأضاف إن معهد قوى الأمن الداخلي لا يبعد عن مكان الحادث أكثر من 300 متر «خط نار»، والجيش لم يحضر إلا بعد أكثر من نصف ساعة من بدء إطلاق النار. وأكّد رئيس المجلس البلدي أن أياً من المشاركين لم يُوقَف رغم أن كل الأجهزة الأمنية تعرف أسماءهم.
بدوره قال مصدر في الحزب الديموقراطي اللبناني، إن الإشكال شخصي لا سياسي بين مناصرين للمستقبل وآخرين من الحزب التقدمي الاشتراكي. وأضاف إن المعلومات تُفيد أن الجيش حصل على أسماء الفاعلين، من أجل اعتقالهم، لكن لم يُعتقل أيّ أحد.
وقال مصدر متابع من قوى المعارضة للحادثة، إن أسباب الخلاف بدأت من خلال خوّات يفرضها ن. م. على أصحاب شبكات توزيع الساتلايت والإنترنت في الدوحة. فحاول مناصرون لـ«المستقبل» الدخول على الخط، إضافةً إلى ذلك هدّد عناصر في الحزب الاشتراكي شاباً سودانياً يعمل في مبنى تقطن فيه فتاة يسعى إليها ن. م.، ثم تطوّر الإشكال وحصل إطلاق النار لمدة تُقارب ساعة من دون تدخّل الجيش.
ورفض طاهر زهران المسؤول في تيّار المستقبل (تردّد أنه أُقيل من منصبه بعد الإشكال) الإجابة عن أي سؤال، وأحالنا على المكتب الإعلامي. بدوره نفى منسّق منطقة بيروت في تيّار المستقبل أي علاقة لتيّاره بالإشكال الذي حدث.
المتابعة الأمنية
أمنياً، قال المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لـ«الأخبار» إن القضية تتابع من خلال الفصيلة الإقليمية، واعداً بالمضيّ بالتحقيق. وذكر ريفي أن قوى الأمن ستستمع لشهادة رئيس بلدية عرمون اليوم، وذلك بعد إعلان المجلس البلدي في بيان أصدره قبل يومين أنه يعلم أسماء مطلقي النار.
وأكد مصدر في الجيش لـ«الأخبار» أن مديرية المخابرات تحقق في الحادثة.
من ناحية أخرى، ذكرت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن أحداً لم يتقدّم بادعاء شخصي، مؤكّدة أن أي تحقيق جدي لم يفتح لمعرفة ملابسات الحادث الذي جرى التعتيم عليه. وأوضحت أن خلافاً وقع بين عناصر من تيار المستقبل وآخرين من الحزب الاشتراكي، وأن سببه يتعلّق بمصاحبة فتاة، قبل أن يتطوّر إلى ضرب شاب سوداني يعمل في محطة لتوزيع اشتراكات الكهرباء عائدة لشخص مقرّب من المستقبل. وفجر اليوم التالي، وأثناء خروج أحمد غ. ونزار م. من مركز للحزب الاشتراكي قرب شركة الكهرباء في دوحة عرمون، تعرّضا لإطلاق نار فأصيب الأول إصابة بالغة، فيما كانت إصابة الثاني طفيفة في كتفه. بعدها، تجمّع مناصرون لتيار المستقبل قرب مبنى العباس الذي يقطنه عدد من مناصري حركة أمل وحزب الله، وبدأوا بإطلاق النار، حتى حضور الجيش، فابتعدوا عن المكان من دون توقيف أيّ منهم.
وكان تلفزيون «المنار» قد عرض تقريراً مصوّراً ظهر فيه موكب من ثلاث سيارات، وصل إلى شارع رئيسي في عرمون حيث ترجّل عدد من المدنيين المدجّجين بأسلحة فردية ثمّ باشروا عملية إطلاق مكثّفة للنيران في اتجاهات مختلفة، إضافةً إلى شتائم وسباب. كما أظهر الشريط مسلحاً وهو يتولّى إدارة الآخرين قبل أن يجري تظهيره في وقت لاحق عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال على أنه أُصيب في خلاف مع آخرين. ويومها سرّبت أوساط النائب وليد جنبلاط أنه أُصيب برصاص أطلقه مناصرون لحركة «أمل» التي نفت الأمر تماماً. كذلك تضمّن التقرير مشاهد لحظة وصول قوى الجيش اللبناني إلى المنطقة وظهور بعض المسلحين برفقة العسكريين.