السنيورة ينتقد كلام نصر اللّه عن الحرب المفتوحة وسليمان يرفضانتخابه بالنصف + 1


تجاوزت المتابعة العربية والدولية لمضاعفات عملية اغتيال القائد الميداني في المقاومة الإسلامية عماد مغنية، إطار التحقيقات التي تتوسع في دمشق لتتركز على الأبعاد السياسية والأمنية والعسكرية، وسط مشاورات استثنائية جارية بين قيادة حزب الله من جهة والقيادتين الإيرانية والسورية من جهة ثانية، في ضوء قراءة أبعاد عملية الاغتيال التي تشير الى تحضيرات لعدوان واسع قد يأخذ وجوهاً عدة بينها توتير الأوضاع في لبنان.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الأخبار» إن المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والتحقيقات المكثفة التي تجريها الأجهزة الأمنية السورية وتضع قيادة المقاومة في تفاصيلها تباعاً، والمواقف التي أطلقت على لسان أركان القيادة الإيرانية، والاستنفار القائم لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، كلها تشير الى أن الأمور تتجه صوب وضع جديد يتضمّن احتمال اندلاع مواجهة قاسية مع إسرائيل.
وإذ أشارت المصادر الى أن التحقيقات السورية توصلت الى تحديد هوية أصحاب السيارة التي فخخت وفُجّرت بالشهيد مغنية لحظة مروره بقربها، فإن المعلومات تشير الى توقيفات شملت أشخاصاً بينهم عناصر غير مدنية من جنسية عربية ويشتبه في أن لهم دوراً في العملية، علماً بأن مصادر سورية رسمية رفضت التعليق على هذه المعلومات، مكتفية بالقول إن النتائج النهائية سوف تُعلن رسمياً لحظة انتهاء التحقيق.
وإذ نفت سوريا أن تكون هناك لجنة مشتركة للتحقيق بين سوريا وإيران وحزب الله في اغتيال مغنية، قال نائب وزير خارجية إيران علي رضا شيخ عطار أمس إن متكي اتفق خلال محادثاته مع المسؤولين السوريين على تأليف فريق مشترك للتحقيق.
وقالت المصادر واسعة الاطلاع إن هناك شبهات في دعم وفّرته للمجرمين أجهزة أمنية عاملة في دول عربية، وإن بعض الأدلة الجنائية التي عُثر عليها ونوع العبوة المستخدمة وآلية التفجير، والصور التي سُحبت من كاميرات منصوبة في المكان، ساعدت على تحديد بعض العناصر. وتجرى التحقيقات بسرية بالغة نظراً الى اعتبارات خاصة بالمكان الذي كان الشهيد فيه قبل وقوعه في الكمين.
وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي قد بحث مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أمس «الأوضاع في المنطقة وسبل تعزيز تعاون البلدين في جميع المجالات». وأكدا «إدانة العمل الإرهابي الذي استهدف الشهيد عماد مغنية».
وأفادت وكالة «سانا» السورية للأنباء أن المحادثات تناولت أيضاً «الأوضاع في لبنان وضرورة توصل الأطراف اللبنانية الى شراكة كاملة وفق الأسس التي حدّدتها المبادرة العربية». وأفادت مصادر إيرانية أن متكي التقى قبيل اجتماعه بالشرع ومغادرته دمشق كلاً من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلّح.
أما في إسرائيل فقد ارتفع منسوب التحذيرات الأمنية من احتمال قيام حزب الله برد على اغتيال مغنية، وذكرت وسائل الإعلام في تل ابيب أن مشاورات مكثفة أجراها رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك وقادة الجيش والأجهزة الأمنية ركزت على رفع مستوى الجهوزية لدى المواطنين، ولكنها توقفت عند «طريقة تصرف إسرائيل مع أي عمل يقوم به حزب الله».

لبنان

على الصعيد الداخلي، كان البارز الموقف الذي أطلقه الرئيس فؤاد السنيورة تعليقاً على حديث السيد نصر الله عن الحرب المفتوحة. وقال في حديث لـ«أخبار المستقبل» «ليس لنا مصلحة في حرب مفتوحة تجعلنا نصطدم مع العالم»، فيما كان آخرون من أقطاب 14 آذار يتدارسون إصدار موقف من كلام نصر الله يستند الى مقولة «أن قرار السلم والحرب يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية لا بيد المقاومة». لكن مشاورات جرت في ما بينهم دعت الى تأخير هذا الموقف ريثما تنتهي مراسم العزاء التي يقيمها حزب الله، فالنقاش لاحق على هذا الموضوع. ودعت هذه الاوساط الى التركيز على مهمة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى المقبلة، حيث يضغط مسيحيو 14 آذار والنائب وليد جنبلاط باتجاه العودة الى خيار النصف +1، الأمر الذي ينقل عن النائب سعد الحريري أنه لا داعي له الآن لأن المرشح الرئاسي العماد ميشال سليمان قال إنه لن يقبل بتولي الرئاسة إذا لم تكن بإجماع كل الفرقاء اللبنانيين.
من جهة ثانية، وفي إطار المشاورات المكثفة الجارية الآن بين الولايات المتحدة وفرنسا بشأن لبنان، عقد السفير ديفيد ساترفيلد كبير منسّقي سياسة العراق في وزارة الخارجية الأميركية اجتماعاً مع جان دافيد ليفيت مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للشؤون الخارجية وعدد من المسؤولين من وزارة الخارجية الفرنسية. وقال ساترفيلد بعد اللقاء: «أستطيع أن أصف الوضع بأنه جمود واندلاع مستمر للعنف في لبنان ونعتبر سوريا مسؤولة مباشرة عن هذا الوضع». ورأى «أن الدور الذين يتعيّن على سوريا أن تقوم به بسيط جداً: السماح للّبنانيين بإجراء انتخابات حرة. وهذا ليس أمراً معقداً».