غزة ــ رائد لافي
عمّت مواكب التشييع والغضب أرجاء غزّة أمس في «انتفاضة على العدوان»، على وقع تواصل الغارات وتهديد إسرائيل بـ«محرقة» في القطاع، حيث حشدت أعداداً غير مسبوقة من القوات على أطرافه (التفاصيل).
واستخدم نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، ماتان فلنائي، تعبير «شوآه» العبري الذي يشير إلى المحرقة النازية، في إطار تهديده أهل غزّة «كلما اشتدت الهجمات بصواريخ القسام وزاد المدى الذي تصل إليه».
ونادراً ما يُستخدم تعبير «شوآه» في إسرائيل خارج الإطار التاريخي للمحارق النازية في الحرب العالمية الثانية. لكن المتحدث باسم فلنائي سعى إلى التخفيف من وطأة المصطلح، بالإشارة إلى أن نائب وزير الدفاع «كان يقصد كارثة، ولا يقصد أن يشير إلى الإبادة الجماعية». كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، آري ميكيل، إن «فلنائي استخدم العبارة بمعنى كارثة أو مصيبة لا بمعنى المحرقة»، بحسب تعريفها اللغوي.
وتعليقاً على التهديد، قال المتحدّث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، إن «الفلسطينيين يواجهون نازيين جدداً». أما رئيس الحكومة المُقالة، إسماعيل هنية، فقد رأى التهديد «دليلاً على النيّات الإسرائيلية العدوانية المبيّتة لشعبنا. هم يطالبون العالم بأن يستنكر ما يسمونه المحرقة، وهم اليوم يتوعدون شعبنا بمحرقة».
في هذا الوقت، احتشد مئات آلاف الفلسطينيين في غزة لتشييع بعض الشهداء الـ37، الذين سقطوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، وسط حشود إسرائيلية على أطراف القطاع، تحضيراً لعدوان جديد أكثر دموية يحضّر له وزير الدفاع إيهود باراك، الذي ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه أرسل خطابات إلى زعماء العالم، ومنهم وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، قال فيها إن «إسرائيل لا تسعى ولا تتعجّل الهجوم، لكن حماس لا تترك أمامنا خياراً».
وأظهر بعض الإدانات العربية والرسمية الفلسطينية للعدوان، أمس، نوعاً من الرضى المبطّن عن الإجراءات الإسرائيلية؛ فبيان وزارة الخارجية المصرية أدان «الاستخدام المفرط للقوة» من جانب دولة الاحتلال، ودعا الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) إلى «ضبط النفس». كما حرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس على مطالبة الدولة العبرية بـ«وقف التصعيد» ودعوة المقاومة مجدّداً إلى «وقف إطلاق الصواريخ».