يحلّ الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم ضيفاً على الشرق الأوسط، في إطار جولة تاريخية تستهدف إعادة طمأنة «الحلفاء» إلى التزام واشنطن بملفات المنطقة، وخاصة بعد ما عدّوه «خيانة» تمثّلت في تبرئة الاستخبارات الأميركية إيران من تهمة العمل على حيازة سلاح نووي (التفاصيل).جولة أعلن سيد البيت الأبيض أنها تحمل عنوانين: دفع العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على قاعدة مقررات مؤتمر أنابوليس، واحتواء نفوذ إيران على قاعدة أنها لا تزال تمثل، بنظر الولايات المتحدة، خطراً يجب القضاء عليه.
مشكلتها في أنها تأتي في وقت «تقلّصت رؤيته وتضاءلت قدرته على التأثير في الأحداث»، حسبما أفاد دبلوماسيّون وخبراء سياسيّون في واشنطن لـ«الأخبار». كما تأتي بعدما اهتزت صورة إدارته في عيون «الحلفاء»، الذين باتوا يتطلّعون بالفعل إلى «ما بعد بوش»، ولا يتوقعون أن تحقّق جولته أيّ إنجاز جوهري.
لكن ذلك لن يمنع استقباله بحفاوة في القدس المحتلة ورام الله، وفي القصر الملكي في الرياض وفي قصور الكويت والمنامة وأبو ظبي ودبي، ليكون قصر شرم الشيخ المصري آخر المحطات السبع لجولته المعلنة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس قدّما له أمس هدية الوصول: اتفاق على تكليف طاقمَي المفاوضات مباشرة المحادثات بشأن قضايا الوضع النهائي. خطوة تأتي بعد محاولة إسرائيل تدمير نتائج مؤتمر أنابوليس عبر تجاوز شروط «خريطة الطريق» الداعية إلى وقف الاستيطان.
أما إيران، فقد رحّبت بسيد البيت الأبيض على طريقتها. «استفزاز» في مضيق هرمز، بحسب بوش، الذي أكد أنه «وضع خطير، وما كان عليهم أن يفعلوا ذلك.. الأمر واضح وبسيط».
وفي السياق، بثت وزارة الدفاع الأميركية، مساءً، شريط فيديو وتسجيلاً صوتياً يؤكّد تفاصيل حادث مضيق هرمز، حيث تظهر قوارب إيرانيّة صغيرة تتّجه نحو البوارج الأميركيّة، ويُسمَع صوت من القوارب الإيرانيّة يقول للأميركيين: «أنا آت إليكم، سوف تنفجرون بعد دقائق».