strong>المعارضة تصرّ على الثلث الضامن وتقترح حواراً مباشراً بين عون والحريري وترقّب لمسعى قطري جديد
الخلاصة الأكيدة من جولتي المحادثات اللتين أجراهما الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مع غالبية القادة اللبنانيين، أن إعلان القاهرة يحتاج الى حوار داخلي لتحويله الى آلية عمل، وأن موسى أوضح أن الإعلان من شأنه المساعدة على إنجاز الاتفاق انطلاقاً من كونه حدد مسبّقاً سقف التمثيل الخاص بكل من القوى على قاعدة منع الاستئثار ومنع إسقاط الحكومة.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إن موسى أوضح الآتي:
1ـــــ إن إعلان القاهرة له تفسير واحد وهو أنه لا يمكن أيّ طرف أن يتحكم بمصير الحكومة، وأن لرئيس الجمهورية المقبل الدور الاساسي في هذا المجال.
2ـــــ ليست هناك مشكلة كبيرة في المخرج الدستوري لعملية انتخاب الرئيس بما لا يسبّب إحراجاً لأحد.
3ـــــ إن تفسير التوزيع الوزاري داخل الحكومة لا يعني المثالثة كما افترضت المعارضة بل إن الاكثرية بوصفها أكثرية سوف تحصل على أكثر من 11 وزيراً والمعارضة تحصل على عشرة وزراء، والبقية تذهب لرئيس الجمهورية الذي يصبح بيده قرار الحسم.
4ـــــ إن إعلان القاهرة يحتاج الى حوار جدّي ومباشر بين الطرفين، مقترحاً جمع الناطقين باسم الفريقين أي العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري، أو استئناف الحوار الوطني من خلال توجيه الرئيس بري دعوة لأركان طاولة الحوار الى اجتماع يحضره الأمين العام للجامعة العربية.
وحسب المصادر فإن المعارضة أبلغت موسى الآتي:
1ـــــ إنها لا تمانع في إدارة حوار مباشر ومكثف بين عون والحريري، ولكنها لا تجد مبرراً الآن لجمع طاولة الحوار مجدداً.
2ـــــ انها لا تقبل بأي شكل من الأشكال صيغة تعطي الاكثرية أكثر من عشرة وزراء إلا إذا أخذت المعارضة الثلث الضامن. وقال عون لموسى صراحة: لنا 11 وزيراً وهناك 19 وزيراً ليوزَّعوا بين الموالاة ورئيس الجمهورية.
3ـــــ إن المخرج الدستوري لانتخاب العماد ميشال سليمان يمر من خلال المجلس النيابي وتفسير المادة 74 للدستور، وقانون الانتخاب المقبل يجب أن يكون واضحاً بأنه يستند الى القضاء دائرةً انتخابية.
أما فريق الموالاة فقد أوضح لموسى الآتي:
1ـــــ لا مجال للقبول بصيغة تساوي بين حصة المعارضة وحصة الموالاة، والحل يكون في الحد الاقصى هو منح المعارضة عشرة وزراء مقابل ثمانية لرئيس الجمهورية و12 وزيراً للأكثرية حتى تتمكن من تمثيل كل القوى النافذة فيها.
2ـــــ لا مجال للتحاور مع العماد عون والحوار يكون من خلال طاولة الحوار أو مع رئيس المجلس لأن تكليف عون بالحوار يعني الرغبة في عدم الوصول الى اتفاق.
3ـــــ عدم بت أمر قانون الانتخاب لأن هناك أكثر من فكرة، وموافقة الحريري على اعتماد القضاء هي موافقة تمثّل رأي «المستقبل» لا كل فريق 14 آذار.

مؤازرة عربية

في هذه الاثناء، كان موسى يحاول التوصل الى قاعدة لحوار جدي يدور بين الفريقين برعايته على أمل التوصل الى حل سريع. وفيما لم يشر أحد الى أن ملف رئاسة الحكومة كان مدار بحث، كان اللافت دعوة الرئيس أمين الجميّل الى تأليف حكومة حيادية، ما يعني تكليف رئيس حيادي قيادتها، وهو موقف يتناقض مع رغبة فريق 14 آذار في تولي أحد أركانها رئاسة الحكومة.
أما الأمر الآخر فهو المتصل بالدور العربي المساعد، حيث رشح أن الكل في انتظار قدوم رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم لمساعدة موسى في مهمته، وذكر أن المسؤول القطري قد يصل الى بيروت قبل مغادرة موسى بقليل أو بعد مغادرته بيروت، وسوف يكون له برنامج لقاءات مع القادة الأساسيين بمن فيهم قائد الجيش، علماً بأن الاطراف الداخلية تراهن على دور آخر يضطلع به المسؤول القطري ويتصل بترتيب الامور أكثر بين سوريا والسعودية، وخصوصاً أن دمشق أعلنت امس بوضوح رفضها ربط مشاركة السعودية في القمة العربية المقررة في آذار المقبل على مستوى رفيع بدعم سوريا مبادرة موسى الهادفة الى جعل المعارضة في لبنان تقبل بصيغة حكومية تخالف توقعاتها. وأعلن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أن بلاده لن تقايض القمة بمصالحها، في إشارة الى رفض دمشق ربط مصير القمة بضغط تمارسه على قوى المعارضة اللبنانية.
وكان موسى قد أنهى امس جولة طويلة من الاجتماعات بلقاء استمر ساعتين مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أكد له دعم المعارضة للجهود العربية مشدداً على «أن العماد عون هو المعني بالتفاوض عن المعارضة حول هذه الأزمة وأن المطلوب هو تواصل اللقاءات معه للوصول إلى النتيجة المطلوبة» حسب بيان صادر عن مكتب نصر الله. وكان موسى قد جال على الرئيس بري والعماد عون والنائب وليد جنبلاط والرئيس الجميّل والبطريرك الماروني نصر الله صفير ومفتي الجمهورية محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الشيعي عبد الأمير قبلان الى جانب شخصيات سياسية وأصدقاء له في بيروت. وهو يزور اليوم قيادات أخرى من الفريقين.