حيفا ــ فراس خطيب
أبى الرئيس الأميركي جورج بوش أن تمرّ زيارته إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية من دون زلّة لسان مهينة، حيث أقرّ أمام وزراء إسرائيليين بأن وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس طلبت منه أن «يخرس»، وذلك أثناء محاولته دعم «صديقه» إيهود اولمرت، الذي انتظر مغادرة الرئيس الأميركي إلى الكويت ليقلّل من أهمية توقعاته بتحقيق اتفاق سلام قبل نهاية عام 2008 (التفاصيل).
وخلال حفل عشاء الليلة قبل الماضية في منزل أولمرت، حاول بوش دعم حليفه المتراجع شعبياً، فتوجه إلى أعضاء الحكومة الاسرائيلية بالقول «احرصوا على بقاء اولمرت في السلطة. إنه زعيم قوي وأكنّ له الكثير من التقدير». وأضاف أن «السياسة الاسرائيلية معقدة جداً. إنها اشبه بالكاراتيه: لا أحد يدري من أين ستأتي الضربة المقبلة». وتابع «إنني أدرك تماماً أن ثمة مشكلات كثيرة في اسرائيل ولا أريد التدخل، لكن اولمرت زعيم مهم ويجب مساعدته في هذه الأوقات العصيبة».
وأثناء حديثه، تلقى بوش ورقة صغيرة من رايس، الجالسة على مقربة منه، وعمّ الصمت أرجاء الغرفة؛ فنظر الوزراء إليه متوترين أثناء قراءته الورقة، وعندما انتهى عقب بوش مبتسماً «لقد قالت لي اخرس».
ويبدو أن مثل هذا الطلب لم يقتصر على الوزيرة الأميركية، فالمتحدث باسم أولمرت، مارك ريغيف، عقّب على توقّع الرئيس الأميركي، الذي انتقل إلى الكويت، بالوصول إلى اتفاق سلام في نهاية ولايته، بالقول إن «أي اتفاق لن يدخل حيّز التنفيذ قبل أن تطبق السلطة الفلسطينية التزاماتها من خريطة الطريق».
حتى أن بيان بوش، الذي تلاه أول من أمس، لم يعجب الطرف الفلسطيني، ولا سيما إشارته إلى اللاجئين وتبادل الأراضي، فحرص رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات على التأكيد أن البيان يعبّر عن وجهة النظر الأميركية، مشيراً إلى أن تفاصيل أي اتفاق سلام تحددها مفاوضات الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، التي من المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل.
وكان بوش قد انتقل من إسرائيل إلى الكويت في بداية جولة خليجية ستقوده إلى البحرين والإمارات والسعودية. ومن المرتقب أن يحتل «التهديد الإيراني»، بحسب تصنيف بوش، صدارة المحادثات الأميركية مع مسؤولي هذه الدول، ولا سيما بعد حادثة مضيق هرمز الأخيرة.