غزة ــ رائد لافي
اختبر قطاع غزة عملياً أمس نتائج جولة الرئيس الأميركي جورج بوش «لدفع عملية السلام»، التي يبدو أن دماء الفلسطينيين ستكون محركها الأساسي، بحسب التفسير الأميركي والإسرائيلي على الأقلّ، ولا سيما أن واشنطن وتل أبيب دأبتا على تكرار ربط السلام المزعوم بإنهاء الوضع القائم في القطاع (1 | 2 التفاصيل).
20 شهيداً وأكثر من 55 جريحاً قد يكونون الخطوة الأولى نحو تحقيق شرط تحقق السلام، الذي أصرّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس عليه، رغم «المذبحة التي لا يمكن السكوت عليها»، بحسب تعبيره، الذي أرفقه بتأكيد أن «السلام لا يزال ممكناً قبل نهاية العام الجاري».
السلام أيضاً كان العنصر الأهم في الإدانة المصرية لمذبحة غزة، إذ عمد المتحدث باسم وزارة الخارجية، حسام زكي، إلى مساواة القاتل والقتيل عبر مطالبة الجانب الفلسطيني بالتوقف عن إطلاق الصواريخ، التي «لا تخدم هدف تحقيق السلام».
إدانة امتنع عن إطلاقها البيت الأبيض، الذي قال المتحدث باسمه جوردون جوندرو: «من الواضح أن هناك متشددين يحاولون إخراج عملية السلام عن مسارها. نأمل من الإسرائيليين تحري الدقة في ضرباتهم للمتشددين، وندعو الفلسطينيين إلى الكف عن قتل الإسرائيليين الأبرياء».
أما الرئيس الأميركي، الذي يواصل زيارته إلى السعودية، فتجاهل المجزرة ليجدّد الحديث عن إمكان التوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية ولايته في كانون الثاني 2009. إلا أنه اشترط مشاركة دول الجوار، التي قال إن غيابها عن مسار المفاوضات كان سبب الفشل في السابق.
ما طلبه بوش تلميحاً، صرّحت به وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض، حيث طالبت الدول العربية بالتواصل مع الإسرائيليين. وقالت: «نعتقد أن على دول المنطقة، الدول العربية خصوصاً، القيام بكل ما في استطاعتها لتشجيع عملية السلام». وأضافت: «ويفترض، كجزء من ذلك، القيام بالتواصل مع الإسرائيليين». إلا أنها التفت على سؤال عما إذا كان ذلك يتضمّن إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، مشيرة إلى أن «العلاقات الدبلوماسية أمر آخر، ومن دون شك نهاية الطريق... لكن هناك أمور أخرى يمكن فعلها».
بدوره، قال وزير الخارجية السعودي «إن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي المستمر يلقي شكوكاً على جديّة المفاوضات». وأضاف أن «الرياض لم يعد بإمكانها أن تفعل المزيد حيال إسرائيل لتسهيل التوصل إلى تسوية».
وفي ما يتعلق بإيران، قال الفيصل: «نحن لا نحمل أي شر لطهران، وهي دولة جارة ومهمة في المنطقة». إلا أنه أضاف: «لكننا نأمل أن تتجاوب طهران مع مطالب الشرعية الدولية في برنامجها النووي وتتجنّب التصعيد». وتابع: «إن التصعيد، تحت أي ظروف، ليس في مصلحة أحد في المنطقة».
وكان بوش قد أعلن في وقت سابق أمس أنه واجه، خلال جولته الخليجية، أسئلة في شأن التقرير الأخير للاستخبارات الأميركية عن النشاط النووي الإيراني وما إذا كان إشارة إلى تغيير السياسة الأميركية في هذا المجال. وأضاف أنه «أوضح أن التقرير جاء من وكالات استخبارات مستقلّة، وأن كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة للتعامل مع إيران»، مشيراً إلى أنه أبلغ قادة الخليج أيضاً أن بلاده «تريد حلّاً دبلوماسياً».