strong>موسى يعمل على حوار بين المعارضة والموالاة وفرنجيّة يؤكّد الإصرار على الثلث الضامن
يبدو أنّ مساعي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تركّز الآن على نجاح ولو في الشكل، من خلال تأمين لقاء بين المعارضة والموالاة. وفيما لم يظهر موقف جديد للنائب سعد الدين الحريري الرافض التحاور مع العماد ميشال عون بوصفه ناطقاً باسم المعارضة، تحدّثت مصادر عن احتمال لجوء فريق 14 آذار الى تسمية شخصية مسيحيّة لتولّي الحوار مع عون، الأمر الذي يعني عمليّاً رفض الحوار من أساسه، وخصوصاً أنّ موسى سيذهب اليوم الى دمشق ساعياً للحصول على دعم إضافي لمبادرته.
وذكرت مصادر مطلعة على الموقف السوري أن القيادة السورية ستجدّد أمام موسى موقفها الرافض لأي تدخل في لبنان أو الضغط على حلفائها من أجل تعزيز موقع الآخرين، وستكرّر أمامه فهمها للتسوية التي وردت في إعلان القاهرة بأنّه يقوم على مشاركة متساوية من خلال الإقرار بمبدأ المثالثة في تشكيلة الحكومة الجديدة.
وقبل توجّه موسى إلى دمشق، أعلنت المعارضة بلسان رئيس تيّار «المردة» سليمان فرنجية أن المعارضة لن تقبل بحلّ لا يعطيها 11 وزيراً في الحكومة المقبلة، وأن سوريا لن تمارس أي نوع من الضغوط على المعارضة. وجدد فرنجية دعوة قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى العمل على تحقيق مطلب المعارضة. وحذر من اللجوء الى تدويل الأزمة، قائلاً إن الأمر سيعقّد الأمور أكثر.
وفي هذا السياق، تحدّثت مصادر قريبة من الأمانة العامّة للأمم المتّحدة عن رغبة في التروّي في مقاربة هذا الأمر، فثمّة خشية جدّية على مصير القوات الدولية المنتشرة في جنوب لبنان إذا ما دبّت الفوضى. وقالت مصادر في الأمم المتحدة إن هناك مشاورات، بينها نصائح ستوجّه الى القيادات اللبنانية وسوريا. وأوضحت أن موسى يريد لفت انتباه دمشق الى أن تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك الداعية الى إنتاج حل عربي قبل فوات الأوان، إنما تعكس قلق القاهرة من وجود مساعٍ أو أفكار لدى آخرين لمعاقبة سوريا أو محاصرتها، إذا هي لم تساعد على إنتاج حل سريع في لبنان.
وكان موسى قد توجه فور وصوله الى بيروت مساء امس الى عين التينة حيث اجتمع الى الرئيس بري الذي دعاه مجدداً الى العمل على عقد لقاء بين الحريري وعون، وسمع من موسى إصراره على التوصل الى حل وأنه يحمل ذخيرة من الدعم العربي. ثم التقى المسؤول العربي مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري على أن يزور اليوم العماد عون. وعقد مساعدون لموسى ليل امس عدة اجتماعات تمهيدية مع مساعدين لعدد من القيادات السياسية في المعارضة والموالاة.

بوش مهتمّ بالسنيورة

وفي معلومات لمصادر سياسية في بيروت، فإنّ الرئيس الأميركي جورج بوش الذي كان يرغب في زيارة بيروت، طلب عقد اجتماع ضيّق وغير معلن مع الرئيس فؤاد السنيورة. وتفيد معلومات هذه المصادر أنّ الملك الأردني عبد الله الثاني تطوّع لترتيب الأمر، ودعا السنيورة الى زيارته، ولحق به النائب الحريري قادماً من باريس، قبل أن يتوجه الجميع في طائرة عسكرية قادها الملك الاردني الى قاعدة في العقبة حيث عقد الاجتماع مع بوش في حضور عدد من المسؤولين الاميركيين. وذكرت المصادر أن البحث تناول الوضع في المنطقة ولبنان، وأكّد بوش وقوف إدارته الى جانب حكومة السنيورة وفريق 14 آذار. ورفضت مصادر قريبة من السنيورة ردّاً على سؤال لـ«الأخبار» التعليق على هذه المعلومات.
من جانبه، طالب الرئيس الأميركي سوريا وإيران بوقف التدخل في لبنان، كما دعا دول المنطقة إلى مساندة الرئيس السنيورة. وقال بوش في مؤتمر صحافي مع الرئيس حسني مبارك اقتصر على إلقاء كلمتين معدّتين سلفاً من دون إتاحة الفرصة لأسئلة الصحافيين، «اتفقنا على أن من المهم أن تدعم دول المنطقة رئيس الوزراء السنيورة». وأضاف: «من المهم تشجيع إجراء انتخابات رئاسية غير مشروطة فوراً طبقاً للدستور اللبناني، وأن يصبح واضحاً لسوريا وإيران وحلفائهما أنه يتعيّن عليهم إنهاء التدخل والجهود للإضرار بالعملية».

تقييد حركة الأميركيين في لبنان

من جهتها، دعت السفارة الأميركية في لبنان، في بيان أشارت إلى أنه تذكيري، نشرته على موقعها على الإنترنت أمس «جميع الأميركيين المقيمين في لبنان إلى توخي الحذر الشديد، وخاصة عند التخطيط للسفر». وأضاف البيان: «ينصح الأميركيون كذلك بتجنب مواقع الاحتشادات العامة وإبلاغ مسؤولي تنفيذ القانون المحليين عن أي نشاط مشبوه»، وتابع: «إنه تم فرض قيود على حركة العاملين بالسفارة».
يشار إلى أن السفارة ألغت بعد متفجرة الكرنتينا حفلين كانا مقررين لوداع السفير جيفري فيلتمان.
وعن هدف المتفجرة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك للصحافيين: «لا أستطيع تقديم تحليل نهائي حاسم عمّا إذا كانت السيارة الأميركية هي الهدف. إلا أن الأدلة الأولية تشير إلى أنها كانت هي الهدف»، لأنه لم يسمع أي مسؤول أميركي رسمي «عن وجود أية أهداف محتملة أخرى في المنطقة» التي وقع فيها الهجوم.
وإذ ذكر أن بلاده «لا تعلم من هو المسؤول» عن الهجوم، أضاف: «إذا كان أي شخص أو مجموعة يعتقد أنه يستطيع أن يخيف الولايات المتحدة بأية طريقة ويقلل من دعمها للديموقراطية اللبنانية، فإنه مخطئ تماماً». وختم بالقول: «سنواصل دعمنا ووقوفنا إلى جانب حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، وسنواصل الدعم والوقوف إلى جانب توسيع الديموقراطية اللبنانية».