احتشد مئات المواطنين، لليوم الثاني على التوالي، في فناء دار الأوبرا في دمشق، منتظرين دورهم للحصول على بطاقات لمسرحية فيروز «صحّ النوم» التي ستُقدّم ابتداءً من 28 الجاري حتى 2 شباط (فبراير) المقبل، علماً بأنّه تقرّر تمديد العروض يومين إضافيين في 4 و5 شباط (فبراير) بسبب الإقبال الكبير.وبعدما تناهى إلى أسماع الحاضرين أنّ فيروز هي داخل دار الأوبرا، تهافتت كاميرات الصحافة والتلفزيون، باحثةً عن منفذ للدخول، لكنّ رجال الأمن كانوا بالمرصاد! وعلمت «الأخبار» أنّ فيروز وضعت شرطاً جزائياً على الشركة السورية التي تعاقدت معها لإقامة الأمسيات بتسديد 500 ألف ليرة سورية (عشرة آلاف دولار) إذا التُقطت صور لها من دون تصريح. وقالت مصادر من داخل دار الأوبرا: حتى الموظفين لم يتمكنوا من رؤية «قرنفل»، وهي تدخل الدار لإجراء البروفات!
بدأ بيع التذاكر إذاً، بعد ظهر أول من أمس، وسط تشديد أمني لم يشهد له مثيل. هكذا بدأ الناس يتوافدون باكراً ليحجزوا مكاناً متقدّماً في طابور الانتظار! وقال أحد المنتظرين «إنّ الكل سيقف في الطابور حاملاً بطاقته الشخصية»، فيما يحق له شراء بطاقتين لا غير، علماً بأنّ كل حفلة تباع بطاقاتها في يوم محدّد.
وأكثر ما يلفت الانتباه أنّ بطاقات الفئة الأولى (200 دولار) من حفلة 28 كانون الثاني (يناير)، بيعت كلّها، وكذلك بطاقات الفئة الرابعة (40 دولاراً). أما الفئة الثانية (160 دولاراً) فبقي منها ثلاثون بطاقة، فيما بقي ستّون من بطاقات الفئة الثالثة (100 دولار)، علماً بأنّ العدد الإجمالي لبطاقات الحفلة الواحدة هو 1200 كرسي.
وشكّل ذلك مفاجأة كبيرة لما يحمله من دلالات على غياب الطبقة الوسطى في سوريا عن الحفلة. فالموظفون والطلاب وذوو الدخل المحدود أقبلوا على الفئة الرابعة، بينما ذهبت بطاقات الفئة الأولى إلى النخبة.
وكانت فيروز قد وصلت إلى دمشق، أول من أمس، وسط طقس جليدي أخّر موكبها لأكثر من ساعتين، لبدء بروفات «صح النوم» التي تقدم ضمن «احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008». ورابطت طلائع المعجبين لأكثر من ساعتين على الحدود اللبنانيّة السورية في انتظار مرور سيارة قرنفل، على طريق شهدت تحطّم أكثر من سيارة على جوانبها بسبب الجليد. وخصّص التلفزيون السوري تغطية مميزة للمناسبة. فيما بثّت الإذاعات الخاصة وإذاعة دمشق ـــــ التي انطلقت منها فيروز والرحابنة في الخمسينيات ـــــ أغاني «السيدة» على مدار اليوم، مع تركيز على القصائد التي أنشدتها للشام وبيروت.