سيطرت خطط الاستيطان في القدس المحتلة على جولة المفاوضات الثانية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، في وقت بدأت فيه سلطات الاحتلال التمهيد لصفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، جلعاد شاليط، عبر تسريبات بإمكان تغيير معايير إطلاق الأسرى الفلسطينيين، وهو ما تطالب به حركة «حماس» (التفاصيل).ورغم تمسّك الدولة العبرية و«حماس» بنفي إحزار تقدّم في صفقة إطلاق الأسرى، إلا أن معطيات عديدة صدرت عن أكثر من طرف، لمّحت إلى أن الصفقة باتت في مراحلها المتقدمة، وهو ما يرجحه الإعلان الإسرائيلي عن دراسة تغيير المعايير الخاصّة بتوسيع قائمة الأسرى الفلسطينيّين المنوي الإفراج عنهم، لتشمل أسرى مصنفين بأنّ «أيديهم ملطخة بالدماء»، تشمل القيادي «الفتحاوي» مروان البرغوثي، بحسب نائب وزير الدفاع، ماتان فيلنائي.
وعلمت «الأخبار» من مصادر فلسطينيّة مطلعة في غزة أنّ الحديث عن صفقة تبادل الأسرى والتهدئة المتبادلة أصبح جزءاً لا يتجزّأ، ويدور البحث فيهما في وقت واحد، فيما رجّحت مصادر إسرائيلية أن يبحث وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، في زيارته لمصر اليوم، مع المسؤولين المصريين قضيتي شاليط والتهدئة، وإمكان التوصّل إلى اتفاق في شأنهما في مقابل رفع الحصار وفتح المعابر في قطاع غزّة. ووفقاً للمصادر الإسرائيلية فإن الحديث هو عن صفقة تبادل تتضمّن إطلاق سراح شاليط في مقابل 500 أسير فلسطيني، بينهم البرغوثي.
في هذا الوقت، استبقت السلطة الفلسطينية الجولة الثانية من المفاوضات بإطلاق حملة دبلوماسية عربية ودولية للتحذير من مخاطر الاستيطان الإسرائيلي في القدس المحتلة، فأوفدت رئيس كتلة «فتح» البرلمانية، عزّام الأحمد، إلى القاهرة، حيث حذّر من مخاطر انهيار المفاوضات.
كما أرسلت رسائل إلى أعضاء اللجنة الرباعية وسفراء وممثلي وقناصل الدول الآسيوية والأفريقية والأميركية، محذّرة من أنه لا يمكن الجمع بين مسار الاعتداءات والمستوطنات مع مسار السلام والمفاوضات.