غزة ـ الأخبار
ما كادت الساحة الداخلية الفلسطينية تلتقط أنفاسها من موجة العنف الدامي بين “حماس” و“فتح” الأسبوع الماضي، حتى عادت الاشتباكات لتنشر الرعب في قطاع غزة، وتضع الوضع الفلسطيني مجدداً على حافة متفجّرة.
شرارة اشتباكات أمس، التي أوقعت 6 قتلى وأكثر من 70 جريحاً، كانت مختلفة عن المناوشات الداخلية التقليدية، ولا سيما أنها باتت مرتبطة بمخططات إقليمة ودولية، ما يجعل محاولة احتوائها أكبر من مجرد اتفاق تهدئة داخلي. انطلقت رصاصاتها الأولى عندما اعترضت عناصر من القوة التنفيذية قافلة شاحنات، بدعوى أنها تنقل أسلحة وعتاداً عبر مصر إلى قوة الرئاسة الفلسطينية، في إطار الخطة الأميركية لتعزيزها.
ورغم نفي مصر والرئاسة الفلسطينية نقل الأسلحة، أصرت “حماس” على أن الشاحنات كانت تنقل أجهزة عسكرية، ولا سيما أن القوة التنفيذية نجحت في مصادرة إحدى الشاحنات. وقال المتحدث باسم “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، إن المستوعبات كانت تضم “تجهيزات عسكرية” تبدأ من الحذاء والخوذ وتنتهي بالعتاد العسكري الثقيل والخفيف.
وذكر أبو عبيدة، في مؤتمر صحافي، ان ما ضبط هو جزء من 11 شاحنة دخلت منذ أول من أمس. وأضاف “لدينا معلومات مؤكدة أن آلاف قطع السلاح وملايين الرصاصات وصلت بالفعل”، معتبراً أنها بمثابة “وقود للحرب الأهلية”. وعبر عن استغرابه “كيف يبرر البعض إدخال الأموال والأسلحة والعتاد عبر المعبر الإسرائيلي، في الوقت الذي يعتبر فيه إدخال الأموال تهريباً، رغم أن الجميع يعرف أين تذهب هذه الأموال”.
في المقابل، أعلنت حركة “فتح” حالة الاستنفار القصوى وطلبت من عناصرها الرد بقوة على أي محاولة هجوم من طرف عناصر “التيار الدموي المجرم في حماس”.