القاهرة ــ محمد شعير
بكى محمود درويش، انسابت دموعه وهو يتسلّم جائزة القاهرة للإبداع الشعرى أمس. اتجهت إليه الناقدة الفلسطينية ريتا عوض لتمسح عينيه، واحتضنه جابر عصفور. لم يكن فى المشهد أي مفاجأة؛ فالجميع يعرف أن الجائزة، من قبل أن يبدأ المؤتمر، ستذهب إلى صاحب «لماذا تركت الحصان وحيداً؟». لكن رغم ذلك، انفعل الجمهور طويلاً وصفق عندما نطق رئيس لجنة التحكيم الدكتور صلاح فضل اسم درويش فائزاً بالجائزة.
وصف درويش اللحظة بأنها «عاطفية». قال «ينقصني الكلام اللائق لتقديم الشكر إلى جمهور الشعر في مصر، الذي أقنعنا بأن الشعر لا يزال حاضراً وضرورياً ولازماً». أضاف «لا تنقصني النباهة لكي أعرف أن المصادفة السعيدة وحدها هي التي اختارتني لهذا التكريم. كثير من الشعراء يستحقون الجائزة قبلي. وأنا إذا قبلتها، فإنني أقبلها نيابة عنهم. أنا لست إلا امتداداً لهم. تعلمت منهم جميعاً، أكثر من حرف وأكثر من سطر. فالشاعر الذي يعتقد أنه الكاتب الوحيد لقصيدته خاطئ، الشعر كتابة على كتابة والشاعر فقط هو الذي يوقّع اسمه على النص الذي كتبه آلاف الشعراء قبله».
ورأى درويش أن هناك بعداً سياسياً آخر للجائزة لا يمكن تجاهله، «إذ تقدمها الأخت الكبرى مصر إلى الأخت الصغرى فلسطين، التي تنظر إلى مصر وسائر أخواتها وتقول: أعِدْنَنَا من حاضرنا المغمى عليه إلى الأمان والمستقبل».
وكانت لجنة تحكيم الجائزة، التي ضمت عشرة نقاد، هم صلاح فضل ومحمد بدوى ومحمد شاهين وريتا عوض وحمادي صمود ومحمد فتوح وشربل داغر وعبد النبي أسطيف وعلوي الهاشمى ومحمد حماسة، قد أعلنت فوز درويش بالجائزة لكونه شاعراً يمثل الحيوية الدافقة في أعلى ذروة، محققاً المعادلة الصعبة: حداثة التقنيات الشعرية والتجديد من ناحية، والتواصل مع الجمهور من ناحية أخرى.
وعلمت «الأخبار» أن درويش حصل في التصويت النهائي على تسعة من أصوات لجنة التحكيم، في مقابل صوت واحد للشاعر المصري محمد عفيفي مطر. ونافسهما الشاعر العراقي سعدي يوسف، الذى اختفى من الجلسة الختامية للمؤتمر، مؤكداً أنه «يشعر بالحرج من طريقة اختيار الفائز التي تشعرنا وكأننا فى حلبة سباق للخيول، لأنه لا تنافس على الجمال».