يبدو أن “مهمة” وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في المنطقة، التي غادرتها أمس، كانت أبعد من مجرد “وضع آلية لعملية السلام” (التفاصيل).صحيح أن استشراف آفاق استئناف المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين كان عنوان اللقاء الثلاثي الفاشل، الذي جمعها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس المحتلة أول من أمس، لكن الطريقة التي أنهت بها جولتها الشرق أوسطية، التي استمرت أربعة أيام، أثارت العديد من علامات الاستفهام؛ فقد عقدت أمس في عمان، المحطة الأخيرة من زياراتها في المنطقة التي غادرتها إلى برلين، لقاءً غير مدرج على جدول أعمالها المعلن، مع رؤساء أجهزة الاستخبارت السعودية والأردنية والمصرية والإماراتية، إضافة إلى الأمين العام لمجلس الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان. لقاء حمل عنواناً معلناً “بحث الشأن الفلسطيني”، لكنه تجاوز بلا شك تلك المسألة.
ويبدو أن رايس لا تزال تراهن على عودة (أو إعادة) الساحة الفلسطينية إلى الصراع الداخلي؛ فقد استغلت حديثها مع الصحافيين على متن الطائرة، التي أقلّتها إلى الأردن من إسرائيل، لمطالبة اللجنة الرباعية الدولية، التي ستجتمع اليوم في العاصمة الألمانية، بدعم الرئيس الفلسطيني في مواجهة “حماس”. وكانت مصادر إسرائيلية وفلسطينية قد أجمعت أمس على خروج اللقاء الثلاثي عن هدفه، وتحوّله إلى “لقاء عتاب”، إذ واجه أولمرت عباس بالقول: “لقد خنتني باتفاقك مع حماس”. (الأخبار)