خلافات الداخل الإيراني باتت طاغية على الملف النووي، ولا سيما أنها تزداد علانية يوماً بعد آخر؛ فغداة دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سلفيه إلى «مناظرة»، خرج الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني أمس ليهاجم «التصرفات الساذجة... في هذه الظروف الحساسة»، كاشفاً عن أن التواجد الأميركي في المنطقة وأجواء التهديد والخوف «لا سابق لهما».ودعا رفسنجاني، الذي يرأس حالياً مجمع تشخيص مصلحة النظام، «الجميع إلى التحلّي باليقظة إزاء مخططات الأعداء»، قائلاً إن «الأعداء منذ بداية الثورة وحتى الآن نفذوا العديد من المؤامرات ضد إيران، ولكن الأوضاع الحالية لم يسبق لها مثيل. ولهذا، ينبغي على الجميع أن يكونوا يقظين».
وفي نقد غير مباشر لنجاد، قال رفسنجاني، الذي يرأس أيضاً مجلس خبراء القيادة، في كلمة في محافظة آراك، «في الظروف الحساسة الراهنة، ينبغي عدم التصرف بشكل ساذج وغير مدروس وإثارة المصاعب للشعب والتشكيك بالنتائج العظيمة للثورة والدفاع والبناء».
وفي موقف يخالف ما يعلنه نجاد حول استبعاده احتمال حصول تدخل عسكري أميركي ضد إيران، دعا رفسنجاني إلى التعامل مع التهديدات الأميركية بـ«جدية».
في المقابل، حافظ الرئيس الإيراني على وتيرة تصريحاته التصعيدية تجاه الغرب، محذّراً الاتحاد الأوروبي من عواقب اقتصادية إذا اتّبع سياسات الولايات المتحدة وانضم إلى العقوبات التي فرضتها ضد إيران.
وخاطب نجاد الاتحاد الأوروبي، في مراسم افتتاح مجمع بتروكيميائي جنوب طهران، قائلاً «أنت تدرك جيداً ماذا سيحدث للحسابات الاقتصادية إذا قمنا بتحول خطير»، مضيفاً أن الشيء الأساسي الذي تقوم به الولايات المتحدة هو «إنفاق المال من جيوب الآخرين لأن الشركات الأميركية ليس لها أي تعاملات في إيران. إنهم في واقع الأمر يفرضون عقوبات على الدول الأوروبية المسكينة».
في هذا الوقت، قال نائب وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، نيكولاس بيرنز، قبل لقائه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في العاصمة النمساوية فيينا، إن «الصين وروسيا تعيقان قراراً جديداً من مجلس الأمن الدولي منذ أواخر آذار». وأضاف أن «إيران مُنحت فترة سماح منذ صدور القرار الأخير للأمم المتحدة في 24 آذار. وإذا ما أصدرت وكالة الطاقة تقريراً إيجابياً (متوقعاً منتصف الشهر الجاري)، فإن ذلك لن يكون كافياً لوقف خطوات فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية الأكثر صرامة».
كلام بيرنز جاء عشية اجتماع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى جانب ألمانيا (5+1) اليوم في لندن، لبحث فرض عقوبات أوسع نطاقاً على طهران، حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية.
وفي السياق، أعلن مصدر رسمي إيراني أمس انتهاء المرحلة الحالية من المحادثات بين إيران ووكالة الطاقة، الخاصة بأجهزة الطرد المركزية «بي ـ 1» و «بي ـ 2»، التي بدأت في طهران منذ الإثنين الماضي.
وفي موقف لافت يعكس القلق الخليجي من البرنامج النووي الإيراني، كشف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عن أن دول الخليج مستعدة لإنشاء تجمع لتزويد إيران باليورانيوم المخصّب لنزع فتيل المواجهة بين طهران والغرب. ونقلت مجلة «ميدل إيست إيكونوميك دايجست» عن الوزير السعودي قوله «اقترحنا حلاً وهو إقامة كونسورتيوم لكل مستخدمي اليورانيوم المخصّب في الشرق الأوسط».
(رويترز، د ب أ، ا ب، يو بي آي، ا ف ب، مهر)