strong>مطاردة لائحة المرشّحين مستمرّة وبان كي مون يهتمّ لأمن «الطوارئ» وعون يرفض «سياسة التفرقة الأميركيّة»
لم تضف زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جديداً نوعياً الى الملفّات السياسية والأمنية الساخنة، وتراجعت امس حظوظ التوافق أكثر مما كانت عليه في اليومين الماضيين، وسط مخاوف من اندلاع مواجهات جدية قبل الرابع والعشرين من الشهر الجاري، ما دفع قيادة الجيش الى مباشرة خطة انتشار واسعة في كل المناطق لمنع المواجهات بين فريقي السلطة والمعارضة. وكان أبرز مواقف أمس ما أعلنه العماد ميشال عون من دعوة الى رفض السياسة الأميركية الداعية الى التفرقة في لبنان.
وبينما طارد اللبنانيون لوائح أسماء المرشحين للرئاسة من مقر الى مقر ومن عاصمة الى عاصمة، قال الرئيس نبيه بري إنه لم يتلقّ اللائحة المنتظرة من البطريرك الماروني نصر الله صفير ولا علم له بتلقي النائب سعد الحريري اللائحة. لكن ذلك لم يمنع مصدراً لصيقاً بالنائب الحريري من القول أمس إن الأسماء طارت مع الموفد الفرنسي جان كلود كوسران الى باريس، وإن التداول بالأسماء لا يعني أن الأمر منتهٍ.
إلا أن مصدراً دبلوماسياً غربياً في بيروت كرّر الاشارة الى أن الرئيس بري يسعى لدى النائب الحريري ولدى جهات خارجية من بينها السعودية وفرنسا، الى تعويم الاقتراح السابق بانتخاب رئيس انتقالي لعامين يتولى الإشراف على الانتخابات النيابية قبل إجراء انتخابات رئاسية جديدة وأن يكون قائد الجيش العماد ميشال سليمان هو الشخص المناسب لهذه الوظيفة، لكن المصدر لفت الى أن الاعتراض الاميركي لا يزال قائماً وأن قوى بارزة في فريق 14 آذار تعارض هذه الخطوة.

هواجس بان كي مون

على صعيد زيارة بان كي مون، علمت «الأخبار» أنه سعى وراء ضمانات لحماية القوات الدولية في الجنوب في حال عدم حصول انتخابات. وهو أثار الامر على شكل أسئلة منها أنه «إذا حصل فراغ في سدّة رئاسة الجمهورية ولم ينتخب رئيس جديد فماذا سيحصل لقوات «اليونيفيل»، وإذا أيّدت الأمم المتحدة رئيساً بنصاب النصف زائداً واحداً وتصدّت له المعارضة فماذا سيحصل للقوات الدولية، وكيف يكون الأمر إذا لم ينتخب رئيس جديد وبقيت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة».
وقال متصلون ببان كي مون إنه يؤيّد انتخاب رئيس توافقي «يضمن سلام لبنان واستقراره ويضمن أيضاً استمرار القوة الدولية» لكنهم لمسوا مخاوف جدية لديه من اتجاه الأوضاع الى انتخاب رئيس بنصاب النصف زائداً واحداً أو إلى تولّي حكومة السنيورة صلاحيات رئاسة الجمهورية والسلطة في حال عدم انتخاب رئيس توافقي.
وكان بان قد جال على الرئيس نبيه بري والرئيس السنيورة والنائب سعد الحريري، على أن يلتقي اليوم البطريرك الماروني نصر الله صفير ووفداً من «حزب الله» يضم الوزير محمد فنيش ونواف الموسوي ووفيق صفا.
وفيما يصل وزير الخارجية الايطالي الى بيروت اليوم، ترددت معلومات عن احتمال مجيء الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية كلود غيان مجدداً.
من جهة ثانية أعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من دمشق أنه لن يزور بيروت حالياً، فيما قالت مصادر عربية واسعة الاطلاع إن ثمة حالاً من التشاؤم تسود أروقة الجامعة العربية بعد إلغاء موسى زيارته لبيروت، إلا أن موسى قال إنه سيجري اتصالات عاجلة ومستمرة في اليومين المقبلين مع القاهرة وبيروت والرياض.

عون: ارفضوا سياسة أميركا

وكان البارز في المواقف أمس، الحملة التي شنّها العماد ميشال عون على الولايات المتحدة الاميركية واتهمها بـ«فرض سياسة غير مقبولة في لبنان»، وطلب من اللبنانيين أن يرفضوا لعبتها في لبنان، وأمل ألا يشعر البطريرك صفير بأنه «مجبر على تسمية رئيس للجمهورية»، لافتاً إلى أنه «ما دمنا نريد استثناء القواعد الدستورية فلنرسل للبطريرك 5 أسماء يختار من بينها، وليس العكس». وكشف عون عن امتحان تعرّض له أحد المرشحين من السفير الاميركي جيفري فيلتمان طرحت خلاله أسئلة عن كيفية نزع سلاح حزب الله.
ودعا عون النائب الحريري الى «إنقاذ الوحدة الوطنية لتبقى الجمهورية»، معتبراً إياه «المتضرر الأول من أي حركة تضرب استقرار الداخل، لأنها قد تخسره إرثه السياسي»، وقال: «لا يمكن أن يأتي رئيس غير متفق عليه مع الطائفة الشيعية». وأكد عون أننا «لن نقبل بتأمين النصاب لتغطية رئيس غير مغطى لبنانياً»، وأن «ما يخرب البلد رئيس غير متوافق عليه. والقصة معقدة أكثر ممّا تتصوّرون».
وكان عون قد أبلغ أعضاء كتلة التغيير والإصلاح النيابية رغبته في مقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ما لم تكن توافقية، وحصل نقاش داخل الجلسة، فأثار النائبان ميشال المر والياس سكاف الأمر من زاوية أنهما يقاطعان جلسة النصف +1 ولكنهما لا يريدان مقاطعة انتخابات وفق الثلثين، وقالا لاحقاً إنهما فهما من عون أنه لا يريد المشاركة في أي جلسة انتخاب لا تكون متطابقة مع توجه الكتلة بانتخابه هو أو من يقترحه.

خطة انتشار الجيش

على صعيد الوضع الامني، باشر الجيش اللبناني تنفيذ خطة أمنية موسعة في بيروت وبقية المناطق ربطاً بأجواء التوتر السياسي القائم الآن، آخذاً في الاعتبار الاستنفار البارد القائم لدى جميع القوى في الموالاة والمعارضة. وصدر تعميم على قطاعات الجيش المختلفة في كل لبنان بخطة الانتشار العسكري، وكيفية التصرف في ظروف المتغيرات، والإجراءات التي سيتخذها الجيش خلال المرحلة الحالية الممتدة من الرابع عشر من الشهر الجاري لغاية انتخاب رئيس جديد للجمهورية المفترض أن يتم قبل 24 تشرين الثاني، بما في ذلك فترة عيد الاستقلال.
وقضت الخطة بسحب عدد من القوى العاملة في الجنوب فيما جاءت التشكيلات الجديدة كالآتي:
ـــــ فوج المغاوير يتمركز في رومية، وحددت مهامه بالعمل على جميع المناطق المحيطة به والتدخل ودعم القوات النظامية في مناطق بيروت والضواحي.
ـــــ فوج مغاير البحر يتمركز في قاعدة جونية البحرية، جاهز للتدخل والانتشار في محيط جونية.
ـــــ اللواء المجوقل يتمركز في منطقة مستيتا في جبيل، وهو جاهز للتدخل في المنطقة.
ـــــ فوج التدخل الخامس يتمركز في منطقة جبل لبنان، وهو على أهبة الاستعداد للتدخل في غضون دقائق في أية منطقة من مناطق الجبل.
ـــــ اللواء الخامس يبقى في مواقعه في منطقة مخيم نهر البارد، والمناطق المحيطة به، وهو يؤمن الحماية للمخيم ويمنع الدخول إليه منعاً تاماً.
ـــــ فوج التدخل الثالث ينتشر في طرابلس في الشمال، وينفذ دوريات وحواجز ومستعد للتدخل والتحرك في جميع المناطق المحيطة بعاصمة الشمال.
ـــــ يتولى اللواء التاسع أمن منطقة الشوف والخط الساحلي من خلدة إلى الرميلة، وهو يسيّر الدوريات على طول خط الساحل كما يقيم الحواجز في منطقة الشوف.
ـــــ نقل اللواء الثاني الذي من منطقة النبطية حيث كان يتمركز ويعمل ويتمركز فوج التدخل الرابع في محيط الضاحية الجنوبية ويفصل بين فوج التدخل الرابع واللواء الثاني خط
كورنيش المزرعة الرئيسي. ويتمركز فوج التدخل الرابع في ثكنة هنري شهاب في أطراف الضاحية، وتمتد صلاحياته نحو نهاية الضاحية الجنوبية، كما إلى منطقة الطريق الجديدة، بينما يعمل اللواء الثاني على خطوط: الطيونة وقصقص ومحيط سباق الخيل والمستشفى
العسكري، وتمتد منطقة عمل اللواء الثاني حتى الحدث.
ـــــ يتمركز فوج التدخل الثاني في محيط الوسط التجاري ويعمل في هذه المنطقة وصولاً إلى تأمين سلامة العمل في مرفأ بيروت، وينفذ إجراءات تفتيش ودوريات في منطقة الوسط التجاري والمرفأ، ويعمل فوج التدخل الثاني حتى مناطق فردان والحمراء.
ـــــ يبقى فوج المغاوير في حالة تأهّب للتدخل في المناطق الممتدة من رومية إلى بعبدا إلىضواحي بيروت الشرقية وإذا طُلب تدخل وإسناد في مناطق بيروت الشرقية خاصة، فإن من سيتحرك هو فوج المغاوير.