نيويورك ـ نزار عبود
علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري تلقى تعهدات أميركية بدعم عسكري، لكن ليس للجيش اللبناني بل للقوى الأمنية الخاصة. وأشارت المصادر إلى أن الحريري ووجه من المسؤولين الأميركيين بتشكيك في توجهات الجيش السياسية. ورأى هؤلاء أن الجيش يبقى مصدر خطر، ما دام لم يغيّر عقيدته السياسية، فضلاً عن الشك بولائه للسلطة القائمة إذا تعرض لبنان لهزات سياسية مع الاستحقاق الرئاسي.
وقال المسؤولون الأميركيون، إن الجيش لا يزال يرى إسرائيل العدو، ويعمل على هذا الأساس. واشترطوا أن يعلن قائد الجيش، العماد ميشال سليمان، استعداده لتغيير العقيدة، واتخاذ مواقف حاسمة حيال المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، لكي ينظروا في موضوع تسليحه.
وكان متوقعاً أن تتواصل المباحثات مع الحريري، الذي وصل إلى نيويورك أمس، في هذا الخصوص. ومن المقرر أن يعقد الحريري في نيويورك، التي يغادرها اليوم، اجتماعات عدة تشمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وناظر القرار 1559 تيري رود لارسن، وأعضاء مجلس الأمن الدائمين.
وعلمت «الأخبار» أن الحريري يريد أن يسرّع في عمل المحكمة الدولية لكي لا يبقى الموضوع رهن نقاش في الانتخابات الرئاسية، التي قد تتأخر عن موعدها المقرر في 23 من الشهر الجاري، بعدما توصل إلى هذا الموقف مع الأميركيين.
ورغم أن إنشاء مبنى المحكمة لا يمكن أن يجري بالسرعة التي تتوخاها واشنطن، قالت المصادر لـ«الأخبار» إن التفكير ينصبّ على تأمين الاعتمادات واستئجار مبنى مؤقت لبدء العمل، حتى قبل استكمال التحقيق.
وقالت المصادر إن الاعتمادات المالية ليست مشكلة، فبعد تأمين عشرة ملايين دولار من لبنان والولايات المتحدة، هناك العديد من الدول الأوروبية والعربية مستعدة لتوفير الاعتمادات كاملة، والتي تصل إلى 35 مليوناً في السنة الأولى، وتعهدت بـ45 مليوناً للسنة الثانية.