فداء عيتاني
بعد كلّ المعلومات التي يقدّمها فيصل أكبر أمام المحقّق والتي تراجع فيها عن رواية أحمد أبو عدس وانتقل إلى تقديم رواية أشدّ خطورة عن انتحاري سعودي، تُقدّم «الأخبار» في حلقتين ملخّصات لباقي المحضر الذي يبدو أن المحقّقين يركّزون فيه على ملفّات أخرى بعيداً عن أبو عدس، وعملية اغتيال رفيق الحريري، فينصبّ همّهم في اتّجاه فهم تركيبة التنظيم المعقّد لمجموعة الـ13، وحركتها بين لبنان وسوريا والعراق والمملكة العربيّة السعوديّة وأفغانستان، ونقل السلاح والمخابئ السرّية في لبنان وسوريا، ونوعية السلاح والتكنولوجيات التي تستخدمها وإمكاناتها في العمل ضد الأميركيّين

بعد إفادة فيصل أكبر، يستدعي المحقّق مجدّداً الموقوف هاني الشنطي. ولكون التحقيقات بدأت تتركّز على ملفّات المقاومة العراقيّة وتفاصيل عملها، إضافة إلى أنّها تبتعد فجأة عن متابعة خيوط جريمة اغتيال رفيق الحريري، تاركةً خلفها العديد من النقاط غير الواضحة، تتحفّظ «الأخبار» على نشر كلّ ما لا يتعلّق مباشرة بجريمة اغتيال الحريري وملفّ اختفاء أحمد أبو عدس، وتكتفي بنشر ملخّصات الإفادات بأدقّ شكل ممكن للحفاظ على خيط الملف السياسي الأمني الذي يعني المواطنين.


إفادة هاني الشنطي الملقّب بمروان

اسمي هاني بن هاشم الشنطي، والدتي لطيفة العقّاد تولّد الرياض في 19/10/1980، لبناني، وكل هويّتي وعناويني مدوّنة في محضركم هذا.
س: هل خالد (الطه) صديقك الحميم؟
ج: نعم، إنّه صديقي الحميم وأخي في الجهاد، وهو أكثر شخص في المجموعة مقرّب مني.
س: كم بقي لديك في الشقّة قبل تسليمه وانتقاله إلى المخيّم في آخر الشهر المنصرم؟
ج: لقد بقي خالد الطه في شقّة عين الرمانة برفقتي لخمسة أيّام.
س: ماذا دار بينكما من أحاديث، بالتفصيل؟
ج: لقد سألته عن موضوع أحمد أبو عدس، وعمّا إذا كان خالد قد مكث لديّ في 15/1/2005، وعن أحوال جميل، وعن أخبار العراق، وعن سبب مجيء الجماعة إلى لبنان، وأقصد بهم الجماعة التي تعمل عملاً لوجستياً للعراق. فأجابني بأنه ليست لديه أية علاقة بموضوع أحمد أبو عدس، وأضاف أنّه لم يحضر بناءً على إبلاغه المثول أمام أجهزة الأمن اللبنانية، لكون ذلك لا يجوز شرعاً، وذلك بناءً على أوامر جميل وراشد، وأن خالد حسب ما أخبرني، مكث لديّ في 15/1/2005 في منزلي في خلدة بعد أن حضر من سوريا، ولا يريد أن يعرف أحد بهذه الزيارة، وقد غادر في اليوم التالي إلى سوريا، وأنه أيضاً التقى بعامر حلاق وسليم حليمة ورائد بحري وبلال زعرورة. فلم أذكر أنا هذه التفاصيل، بل تذكرت أنني قابلته ظهر يوم السبت في 15/1/2005 وبقيت معه لبعض الوقت، واستمر ذلك للمساء. بعدها ودّعته وغادر على أساس أنه ذاهب إلى سوريا.
وأذكر أنه لم يمكث في منزلي في خلدة، وأذكر أيضاً أنه قد نام مرةً واحدة لديّ في منزل خلدة، وكان ذلك حسب ما أذكر في شهر 11 عام 2004. وعن أحوال جميل، أخبرني بأنّها جيّدة (....)، وعن سبب مجيئهم أخبرني بأن الأجهزة الأمنية السورية تلاحقهم في حمص وحلب وسائر الأماكن السورية التي تعرضت للمداهمات.
س: إذاً لا تذكر إن كان فعلاً قد مكث لديك خالد الطه في منزل خلدة بتاريخ 15/1/2005، وهي آخر زيارة مسجّلة له إلى لبنان وكانت سرّية جداً؟
ج: لست متأكّداً إن كان فعلاً قد حضر إلى منزلي في خلدة ونام فيه بتاريخ 15/1/2005، لكن أؤكّد لكم أنّني شاهدته بعد ظهر ذلك اليوم في 15/1/2005، وأخبرني خالد الطه بأنّه لا علم لأحد بزيارته هذه (...).
س: لماذا اختفى إذاً خالد الطه ولم يظهر في لبنان إلا في ظروف قاهرة أجبرته على الانتقال من سوريا إلى لبنان هرباً من الحملات الأمنية، ولدى حضوره إلى لبنان حضر مسلحاً بمسدس ضبطناه في شقتك في عين الرمانة، ومن ثم نقل إلى مخيم عين الحلوة بواسطتك، ثم طارق ثم آخرين؟
ج: لقد أخبرني خالد الطه أنه لا يجوز تسليم نفسه إليكم أو إلى أي جهاز أمني آخر في لبنان (...)
س: أخبرني بالتفصيل عن علاقتك بزياد رمضان، كيف تعرفت إليه وبمَن عرّفته ومتى وكيف افترقت عنه؟
ج: لم أقابل زياد رمضان مرة في حياتي، وكنت أعرفه بلقب عبد الله وهو صديق خالد الطه، وقد عرفه الأخير بعامر وسليم، وكنت أسمع به من خلال خالد الطه، وكان خالد يريد أن يعرفني إلى زياد وأن يعرف زياد إلى عامر حلاق وسليم حليمة لأسباب أجهلها. وقد علمت من جميل، قبل تقرير ميليس، أنّ عبد الله، أي زياد رمضان، قد أوقف في سوريا، ويجب على عامر حلاق وسليم حليمة الاختفاء والاختباء في شقّة سرية. وعلى هذا الأساس، انتقل عامر وسليم للسكن في شقّة البسطة.
ولا أعلم إن كان زياد من الإخوة في التنظيم، وكنت أعلم من الشباب أن زياد قد أنهى دراسة الكيمياء والتربية وهو ملمّ بأمور المتفجرات، لكنني لست على علاقة به.
(بعد أن يروي تاريخ علاقته بأحمد أبو عدس، يتابع الشنطي بالقول:) اتصلت براشد وأعلمته باختفاء أبو عدس أيضاً بواسطة الرموز المعتمدة، حيث طلب مني راشد التأكّد من موضوع أبو العدس وعمّا إن كان قد اعتقل أم ذهب للعراق، وطلب مني التأكد من هذا الأمر. وكان ذلك في أواخر الشهر الأول من عام 2005.
بعدها تلقيت رسالة إلكترونية من خالد الطه مفادها (ضرورة) الاتصال بعمر رمضان، شقيق زياد رمضان، للاستحصال على رقم هاتف عمر، وحسب علمي للاستفسار من زياد رمضان عن وضع أحمد أبو العدس، علماً أنّ عمر رمضان هو صديق لي يعمل في مكتبة قرب الجامعة العربية. لم أتمكّن من الاستحصال على الرقم المطلوب، لكون عمر رمضان قد غادر لبنان في حينه، إلى أن شاهدت أحمد أبو عدس على التلفزيون يعلن تبنّيه لعملية اغتيال الحريري، وكنت في منزلي في الجناح. عندها لم أتصل مباشرة براشد، بل ذهبت إلى منزل أبو عدس حيث شاهدت رجال الشرطة. ذهبت إلى الانترنت لمعرفة ما يدور من أخبار، ولم أتصل بجميل بواسطة الانترنت (...).
وحوالي الثامنة والنصف من ذلك التاريخ 14/2/2005 ليلاً، اتصلت هاتفياً بجميل بواسطة «تلي كارت» من «كابين» قرب الجامعة، حيث سألني جميل «أليس هذا الشخص نفسه صاحب بدر؟». أجبته بـ«نعم هو». عندها سألني ماذا سأفعل إذا استُدعيت للتحقيق، فأعلمته بأنني صديق خالد، ولكوني صديق خالد وخالد يعرفه، لا أعلم ما إذا كنت سأُستدعى للتحقيق. عندها طلب منّي الحرص والانتباه إلى نفسي. أنهيت المخابرة وقصدت بلال زعرورة. وبمقابلته، سألته عن رأيه بما حصل، وأقصد الاغتيال، فاستغرب بلال زعرورة أن يكون أبو عدس قد نفّذها حقاً. عندها بدأت سؤال زعرورة، لكونه خبيراً في الالكترونيات، عما إذا كان في الإمكان اختراق أجهزة التشويش بجهاز لاسلكي أم أن أبو عدس فعلاً، بصفته استشهادياً، قام بالعملية. لم يكن لديه جواب، وأخبرني أنه لا يعلم ما إذا كانت هناك أية أجهزة قادرة على اختراق أجهزة التشويش. عندها غادرت إلى منزلي في الجناحstrong>س: مَن سألت أيضاً واستفسرت عن موضوع التفجير؟
ج: لدى مشاهدتي لجميل في بيروت في آذار 2005، سألته إذا كان في الإمكان اختراق الموجات التشويشية في الموكب، بصفته خبير إلكترونيات، فأخبرني أنّه من الممكن حدوث هذا الأمر، وأنّ أيّ جهاز في الدنيا يمكن اختراقه.
س: ما هو سبب سؤالك لجميل عن هذا الأمر في شهر آذار، بعد مرور فترة على حادث التفجير، وما هو مدى معرفة جميل بالإلكترونيات بحسب علمك وبموجات التشويش؟
ج: سألت هذا السؤال لأتأكد إذا كانت العملية قد نفّذت بواسطة جهاز تفجير أم بواسطة استشهادي، أما عن علمه بالالكترونيات فلكوني أعرف أنه يعمل مع خالد الطه بشرائح الالكترونيات للتفجير في العراق.
س: أخبرنا عن التفاصيل التي تعرفها عن أحمد أبو عدس وخالد الطه؟
ج: لقد كان خالد الطه قبل أن يتعرف بجميل وراشد يتلقى الدروس الدينية من أحمد أبو عدس، ولدى بدء العلاقة بين جميل وراشد من جهة، وبين خالد الطه من جهة أخرى، بدأ خالد الطه بمحاولة أخذه إلى سوريا لمبايعة راشد، وكان ذلك في أواخر عام 2004. لكنّ أحمد لم يقبل بالذهاب إلى هناك علماً أن خالد أخبرني بأن الشيخ راشد كان مصرّاً على توصيل أحمد أبو عدس إليه للمبايعة، لكن أحمد أبو عدس كان يرفض فكرة الذهاب للعراق للعمل الجهادي.
لقد لاحظت من خلال مشاهدة الفيلم التلفزيوني أنّ أحمد أبو عدس كان يتكلّم وهو غير مرتاح، ويداه لم تكونا ظاهرتين، وأعتقد أنهما كانتا مكبّلتين (...).
س: ما هو سبب الخلاف أو التباين بينك وبين عامر حلاق وسليم حليمة؟
ج: إنّ سبب الخلاف بيني وبين عامر حلاق وسليم حليمة أنّهما يعارضان استهداف الشيعة في العراق، أما أنا فلست من رأيهم.
س: ضبطنا من شقة عين الرمانة قصاصتَيْ مجلّة تحويان تصميماً جديداً ومبتكراً لعلبة كبريت من حجم كبير تحوي جهاز ترانزستور. وضبطنا علبتي كبريت من الحجم نفسه في شقة من دون الشقق الأخرى التي فتشناها يوجد فيها كبريت مماثل. مَن قام بتدوين علامات بالحبر على تفاصيل رسم هذا الاختراع على الورق وما يعني لك هذا الاختراع؟
ج: إن الأوراق المذكورة من مجلة «العصر» التي تعنى بأمور الإلكترونيات والكمبيوتر والكهرباء، وقد طلبها مني مراد، فأحضرتها له. ولدى وجودنا مع خالد الطه وبلال زعرورة، عرض مراد هذا الأمر على خالد بلال واقتطع الورقتين وسلّمهما إليهما، أمّا الكبريت الكبير فهو صدفة ولدى مغادرة بلال الشقة ترك الأوراق ولا علم لي بهذا الاختراع.
س: ذكرتَ لنا أنّك سألت للتأكّد ما إذا كان الانفجار في 14/2/2005 إلكترونياً أم بواسطة انتحاري، لمَ فضولك هذا؟
ج: لأتأكّد ما إذا كان أحمد أبو عدس قد ارتكبها فعلاً أم أنها كانت مدبرة من أجهزة أمن كبيرة مثل الموساد، الذي يستطيع اختراق موجات التشويش.
س: هل كانت هناك أية بوادر أو علامات لمستها لدى أبو عدس لافتعال أمر كهذا؟
ج: لقد استنتجت أن أبو عدس قد خُطف وأُجبر على تصوير الفيلم لكنه لم يكن الفاعل، وذلك قبل أن أشاهد جميل وأتأكد من أن هناك أجهزة تخترق موجات التشويش، وكان ذلك في شهر آذار 2005.
س: إذاً تبيّنت هذه النتيجة لديك قبل تقرير ميليس؟
ج: نعم، وقبل التقرير بشهور، بدأ الناس يتكلّمون على هذا الأمر.
س: هل باستطاعتك تفسير هذه الأمور التي حدثت في الفترة نفسها: صدور بيان منسوب للقاعدة يتضمن تهديداً لمسؤولين في لبنان بالقتل، وانسحاب عامر وسليم لدى معرفتهما بالبيان، ومطالبتهما ببيان يستنكر البيان الأول وتوضيحه، وإصرارك على إلصاق بيان الرد على مؤتمر القاهرة بشأن الوفاق في العراق بتنظيم القاعدة، وقد أزعج هذا البيان عامر وسليم وترافق ذلك مع استقبالك لمجهولين من قبلك ووجود أسلحة وذخائر ولوازم تفجير في شقتك؟
ج: لقد أعلمت عامر حلاق بأن القاعدة ليست هي مَن أصدر بيان تهديد بقتل مسؤولين لبنانيين. أخبرته بأن عملنا محصور في العراق، أما البيان على الحائط فهو ردّ تنظيم القاعدة على بيان العراقيين في القاهرة، أما عن السلاح والذخيرة وتوابعها، فقد أبلغت أنها للعراق (...).

إفادة حسن النبعة الملقّب بـ«راشد»

اسمي: حسن بن محمد نبعة، والدتي صبحية نبعة تولّد كفرشيما في 24 أو 26/3/1974، وسكان بيروت محلة المدينة الرياضية. منزل أهلي حي مخيم سعيد الغواش، ملك الرز طابق ثالث. كنت أقيم في سوريا في مدينة حلب في حي الإذاعة، لا أعرف تفاصيل العنوان، عازب، متعلّم لمرحلة البكالوريا، متخرّج من جامعة المدينة المنوّرة الإسلامية ـــــ شريعة، لبناني رقم سجلّي 450 شبعا غربي قضاء حاصبيا، ليست لديّ أوراقي الثبوتية الشرعية.
س: مَن هو حسام منيمنة الذي ضبطت معك هويّته، وعليها رسمك الشمسي؟
ج: إن حسام منيمنة هو شخص لبناني قام بتنفيذ عملية استشهادية في العراق منذ نحو سنة، وقد تم تزوير الهوية بواسطة جميل.
س: مَن هو جميل؟
ج: هو شاب سوري ملقب بـ«جميل»، من سكان حمص في منطقة الخالدية قرب مسجد النور، ولا أعرف أي تفاصيل إضافية عنه.
س: ما هي الألقاب التي استعملتها؟
ج: لقد استعملت الألقاب الآتية: أبو البراء ورشيد وبسام وحسام منيمنة.
س: ماذا عن البطاقة الفلسطينية والهوية السورية التي تحمل رسمك الشمسي وأسماء مزورة، والتي ضبطناها من الشقة التي كنت تقيم فيها في بناية الشاطئ الذهبي في الرملة البيضاء؟
ج: لا علم لي بأي بطاقة سورية عليها رسمي الشمسي، بل أعلم أن جميل قد استحصل لي على بطاقة فلسطينية باسم مزور وعليها رسمي الشمسي، علماً أنني لم أشاهدها ولم أطلبها منه.
س: لمَن تعود الأسلحة التي ضبطناها في شقة الرملة البيضاء: مسدس الـGlock والمسدس الصغير والقنبلة اليدوية؟
ج: إن مسدس الغلوك والمسدس الصغير والقنبلة هي للسعودي طارق (فيصل أكبر) (...).
س: ما هي علاقتك بكل من: جميل وفيصل أكبر والطبيب طارق؟
ج: إنّنا أنا وجميل والطبيب طارق مرتبطون بعمل للعراق.
س: ما هي طبيعة هذا العمل؟
ج: إننا نقوم بإرسال ملابس وأدوية وتبرّعات، ونسهّل للناس الدخول إلى العراق للجهاد.
س: هل لارتباطكم هذا اسم، ونعني التجمّع مع فيصل وجميل والآخرين؟
ج: نعم إن ارتباطنا هذا يسمى «هيئة دعم المجاهدين في العراق».
س: منذ متى تقيم في سوريا؟
ج: أقيم في سوريا منذ نحو خمس سنوات ونصف (...).
س: هل لديك أيّ مورد للرزق أو مهنة تعتاش وترتزق منها، خاصة أنك تعيش خارج بلدك، ولا سيما أنك ذكرت لنا أنك ترسل المساعدات للعراق؟
ج: إنني أعتاش من الأموال التي تأتي إلينا من متبرّعين في السعودية.
س: هل للجمعيّة التي ذكرتها لنا «هيئة دعم المجاهدين في العراق» أي ترخيص من السلطات السورية؟
ج: كلا لا ترخيص للجمعية.
س: ما سبب حضورك إلى لبنان عن طريق التهريب وحيازتك لأوراق مزورة و«سبراي» شلّ الأعصاب لدى توقيفك؟
ج: إنّ السبب الأوّل لحضوري إلى لبنان متخفياً وعن طريق التهريب هو لتسوية وضعي القانوني، لكوني كنت مطلوباً بقضية أحداث الضنية. والسبب الثاني هو أنه لم يعد عمل الجمعية كالسابق بسبب الضغوط التي تمارسها السلطات السورية.
س: أتقصد المداهمات التي نفّذتها أجهزة الأمن السورية على جماعتكم بعد الانفجار الذي وقع في حلب وأصيب من جرّائه فيصل أكبر لدى تشريكه العبوة وقتل شخصين وجرح آخرين، أهذه هي الضغوط التي ذكرتها في إجابتك السابقة؟
ج: نعم، لقد قصدت بالضغوط الحملات الأمنية التي قامت بها أجهزة الأمن السورية في سوريا عامة وليس فقط على جمعيتنا (...).
س: ما هي هذه الجمعية الخيرية التي ترسل مساعدات لمحتاجي العراق ولا يعرف أحدكم الآخر، ولمَ السرّية؟
ج: لكوننا لا نملك ترخيصاً بالجمعية.
س: علمنا أنك وضعت منهج الدراسة الأمنية خاصة لجهة خضوع الاشخاص للتحقيقات أو التوقيفات. فهل تستعمل الأساليب التي تعلمها أعضاء الجماعة في الدورة الأمنية التي كانوا ينتقلون من أجلها من لبنان إلى سوريا؟
ج: هذا المنهج، والدراسة الأمنية، مأخوذان عن الانترنت، وأجهل اسم واضعهما، وتستعملان في الدورات الأمنية قبل مبايعة الجهاد في العراق.
س: هل قمت بمبايعة أي شخص، وخاصة مَن حضر من لبنان؟
ج: لم آخذ أي بيعة من أي شخص، وخاصة الذين حضروا من لبنان.
س: إذا لم تكن مبايعاً، فكيف تعرف بالذين حضروا من لبنان؟
ج: لقد كان جميل يخبرني بأنه يبايع أشخاصاً، وقد أخبرني أن بعضهم حضر من لبنان.
س: لماذا لم تذكر لنا أنك ملقب بـ«راشد»؟
ج: لأنني لُقّبت بهذا الاسم قديماً، أي منذ سنة ولمدة شهرين فقط (...).
س: لماذا تستغرق وقتاً طويلاً للإجابة على سؤال قصير جداً؟
ج: لكي أفكر وأركز على الإجابة.
س: ما الغاية من التركيز والتفكير إن كان الجواب عفوياً صادقاً؟
ج: لكي لا أخطئ بالإجابة (...).
س: ورد في إفادات موقوفين لدينا في هذا المحضر أنك أمير في تنظيم القاعدة في بلاد الشام، وأن بعضهم قد بايعك على الجهاد في العراق، فماذا تقول؟
ج: أنا لا أنتمي إلى تنظيم القاعدة ولست بأمير، ولم أبايع من أي أحد. وشخصياً لم أبايع أي أمير.
س: هل تعرف المدعو خالد الطه؟ أخبرنا بالتفصيل عن معرفتك وعلاقتك به؟
ج: نعم، أعرفه منذ نحو سنتين، والتقيت به في حمص عن طريق جميل، وكان خالد الطه ينوي الدخول إلى العراق للالتحاق بالمجاهدين، وكان يسكن لدى جميل في حمص ويعمل معه في مجال الإلكترونيات في تصنيع دوائر إلكترونية مرسلة للعراق تستعمل في الجهاد، وهذه علاقتي به.
س: هل تعرف أحداً من جانب خالد طه؟
ج: نعم أعرف شخصاً ملقّباً بمروان، شاهدت صورته في مركزكم.
س: ما هي ظروف معرفتك بمروان هذا وهو يدعى هاني الشنطي؟
ج: تعرفت إلى مروان في حلب منذ نحو سنة وثمانية أشهر، وكان قد قدم أيضاً لسوريا للتطوع بالذهاب إلى العراق ولا أذكر ما كان شرطه في البيعة.
س: إذاً لقد بايعك مروان هذا؟
ج: الحقيقة أنني لا أذكر إن كنت قد أخذت مبايعة مروان هذا.
س: كيف وصل مروان إليك وعن طريق مَن؟
ج: لقد قام جميل بتزكية مروان هذا بعد أن وصل إليه من خالد الطه وسلمني إيّاه جميل.
س: هل تعرف المدعو زياد رمضان؟ وما علاقتك به؟
ج: لقد كنت أعرف زياد رمضان سابقاً منذ 1998 وكنا نصلّي معاً في مسجد الحوري في الجامعة العربية.
س: هل تعرف المدعو أحمد أبو عدس وهل شاهدته سابقاً؟
ج: كلا لا أعرف أحمد أبو عدس، غير أنني شاهدته فقط على التلفزيون.
س: متى كانت آخر مرة شاهدت فيها خالد الطه وبأية ظروف؟
ج: لقد شاهدته آخر مرة منذ شهر ونصف لدى جميل في حمص، وكنت بزيارة جميل فشاهدته هناك وسلّمت عليه.
س: أين خالد الطه الآن وأين جميل؟
ج: علمت من جميل أنه أرسل خالد الطه إلى لبنان خوفاً من أن يقع بأيدي الأجهزة الأمنية السورية لكونه قد تطاله الحملات الأمنية هناك، أما جميل فقد بقي في حمص.
لقد سمعت من جميل أنه سيرسل خالد الطه والملقب بـ«جلال» إلى مخيم عين الحلوة ولم يذكر لي الأسباب، وذلك قبل أن أغادر إلى لبنان (...).
س: لماذا تتنصل من أمور رآها بعض المستمعين لدينا في هذا المحضر واجباً دينياً ومُلزماً ومدعاة للفخر؟
ج: أنا لا أتنصل من الجهاد في العراق، فقد أسهمت في إرسال المال والدواء والملابس والرجال للجهاد هناك (...).
س: إن الرسالة (التي ضبطت في أحد المنازل السرية) مرسلة بين شقيقك مالك لخالد الطه، وقد سلّمها شقيقك لك لتسلّمها إلى خالد، وتتضمن تعليمات من مالك لخالد عما أفادنا به من معلومات خاطئة في التحقيق هنا وعما ينبغي لخالد أن يقوله لنا إذا أوقف أو استُدعي، وهي ليست موجهة لك أصلاً؛ هل عرضتها على خالد الطه؟
ج: لقد طلبت من شقيقي مالك كتابة الرسالة لي أنا لا لخالد الطه.
س: لمَ كان شقيقك يخاطبك بهذه الرسالة وبناءً على طلبك كما تدّعي، أوضح لنا ما جاء في إحدى الجمل في هذه الرسالة وما حرفيته «هم عرفوا أنك على علاقة بالرجل».
ج: لقد فهمت أن الرجل يعني أبو عدس، وأن خالد الطه هو على علاقة مع أبو عدس وأن خالد كان من تلامذة أبو عدس.
س: وعبارة «هم عرفوا أنك على علاقة مع الرجل» ماذا تعني؟
ج: بعدما قرأت الرسالة علمت أنها موجهة إلى خالد وليست لي، علماً أنني أنا مَن طلبت الرسالة من شقيقي مالك.
س: هل سلّمت الأمانة، وهي الرسالة من مالك إلى خالد الطه؟
ج: كلا لم أسلّم الرسالة لخالد الطه.
س: لماذا لم تسلمه إيّاها أو على الأقل تفهمه مضمونها؟
ج: لم يكن هناك لقاء بيني وبين خالد الطه، ولم أرَ أنها ذات أهمية حتى أوصلها له أو أُفهمه مضمونها.
س: لماذا أبقيتها معك إذن؟
ج: لقد نسيتها في حقيبة الأمانات السوداء.



أبو عدس من وجهة نظر الشنطي

يدلي هاني الشنطي أمام المحقق بالرواية التالية عن معرفته بأحمد أبو عدس: لقد تعرفت إلى أحمد أبو عدس، أبو تراب، في مسجد الحوري الجامعة العربية خلال صيف 2003، وكنت على علم بأن أحمد أبو عدس على علاقة وصداقة بخالد الطه، وتكررت المقابلات ولم تكن أية أحاديث بيننا، فكانت لقاءاتنا صدفة في المسجد.
وعلمت أن أحمد يقوم بتدريس الدين في حلقات كان يحضرها خالد الطه وبلال زعرورة وشقيقه عبد السلام وأحمد سعيد، وكانت تعقد هذه الحلقات في منزل أبو عدس وفي محلة برج البراجنة. وخلال شهر تموز من عام 2004، كنت في مسجد الحوري وكان أحمد أبو عدس هناك، حيث كانت توجد أعداد من مجلة الرسالة الدينية في المسجد. التقط أحمد أبو عدس أحدها وعليه صورة رفيق الحريري وعرضها عليّ بحزن وقال لي: «كيف أنّ في المسجد صورة لشخص يحكم بغير ما أنزل الله؟» وتابع حديثه معي بعد سؤالي عن كيفيّة تنقّلاتي، فأجبته أن لديّ سيارة. عندها أعلمني بأنه لا يجوز دفع الميكانيك للدولة اللبنانية لكونها دولة تحكم بغير ما أنزل الله.
وفي لقاء آخر مع أحمد أبو عدس، تقريباً في شهر 9 أو 10 عام 2004، شاهدت أحمد أبو عدس قرب موقف الجامعة العربية حيث استوقفني وسألني عما إذا كان خالد الطه فعلاً يعمل في تركيا أم يعمل لمصلحة القاعدة في تركيا، فلم أخبره أنا سوى أن خالد يعمل في وظيفة عادية في تركيا، لأنه لا ينبغي أن يعلم تفاصيل العمل الخاص بجماعتنا. ولدى مشاهدتي لخالد أخبرته عما سألني عنه أحمد أبو عدس، فطلب مني عدم إخباره، إذا سأل مرة أخرى.
وفي مرة أخرى طلب مني أحمد أبو عدس توزيع مناشير دينية في الجامعة العربية تتعلق بأمور الحجاب، لكن هذا الأمر لم يحصل. وأعتقد أنها هذه هي المرة (الأخيرة) التي شاهدته فيها، وذلك في شهر تشرين الأول 2004، إلى أن علمت أن أحمد أبو عدس قد اختفى عبر سماعي بالأمر من بلال وعبد السلام زعرورة. عندها شعرت بالخوف من أن المخابرات اللبنانية قد اعتقلت أحمد أبو عدس ونكون عرضة للتوقيف من قبلهم. عندها أرسلت رسالة الكترونية إلى جميل في سوريا أعلمته بأن أحمد أبو عدس ـ وقد كتبت تفصيلاً ـ «صاحب بدر تراب راح إلى أولاد خالتي واختفى». وأقصد ببدر خالد الطه لأن هذا لقبه وأن صاحبه أي أحمد أبو عدس قد اختفى عند أولاد خالته أي الشرطة، عندها رد عليّ جميل هاتفياً حيث زوّدني بهاتف راشد في حلب للتكلم معه.



العراق والسلاح والخطيب

يسأل المحقّق حسن نبعة: إذاً أنت ذو باع طويل في الخبرة العسكرية (...)؟
ج: لقد تعرفت بأبو محمد اللبناني (وولده) لدى خروجه من العراق إلى حلب حيث جلست معه وتحادثنا بأمور العراق وطلب مني أن أساعده بما يحتاج إليه من أمور مادية وشباب وما يلزمه من أمور عسكرية. لم أتمكن من تقديم ما طلبه مني في ذلك الوقت، وقد تعرفت بالمدعو إسماعيل الخطيب عن طريق أبو محمد اللبناني في حلب، وكان إسماعيل قد حضر لرؤية الملقب أبو وليد، حيث اتفقنا على أن يقوم إسماعيل المذكور بإرسال احتياجات أبو محمد اللبناني من مال وسلاح عن طريقي أنا، ولم أقم أيضاً بتلبية هذه الحاجة علماً بأن إسماعيل الخطيب قد استشهد في لبنان (...).

س: ضبطنا كمية لا يستهان بها من البنادق والقنابل اليدوية والذخائر وصاروخين وشرائح كهربائية للتفجير، وما زالت هذه الأغراض مخبأة في شقق في بيروت منذ شهر تموز 2005، كيف تفسّر لنا ذلك في خضمّ الوضع الأمني في لبنان منذ شهر شباط 2005؟
ج: لقد تأخرت الأسلحة التي ضبطتموها في الوصول إلى العراق بسبب عدم توافر طريق التهريب لنقلها إلى سوريا ومن ثم إلى العراق (...).


[في حلقة الغد: ميرزا يطلب محضراً على حدة]