تبدو تركيا متمسكة بإرجاء قرارها النهائي باجتياح شمال العراق لما بعد اللقاء المقرر بين رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي جورج بوش في الخامس من الشهر المقبل، رغم التصعيد المستمر من جانب حزب العمال الكردستاني، الذي أدّى خلال اليومين الماضيين إلى سقوط 28 قتيلاً وجريحاً في صفوف الجنود الأتراك (التفاصيل). «التروّي والتفكير الهادئ، لا الغضب وردّات الفعل»، كلمات صدرت أمس عن أردوغان، يمكن أن تكون عنواناً للاستراتيجية التركية المتّبعة، التي أوضح ماهيّتها وزير دفاعه وجدي غونول عندما قال، بعد اجتماعه مع نظيره الأميركي روبرت غيتس في كييف أمس، إنّ القوّات التركية «تخطّط لتوغّل لكنّه لن يكون بصورة فوريّة»، مشدداً على أن بلاده «تودّ أن تفعل هذه الأشياء مع الأميركيّين».
رغبة أسعدت غيتس، الذي عبّر عن ارتياحه لأنّ الأتراك «ليسوا في وارد اجتياح شمال العراق قريباً»، لكنها دفعت على ما يبدو بأكراد هذا البلد إلى التشدد، عبّر عنه مسعود البرزاني، بتجديد تهديده بمحاربة القوات التركية إذا ما دخلت أراضي كردستان، والرئيس جلال طالباني، بتأكيده أنه ليس على استعداد لتسليم حتى «قطة كردية» إلى الأتراك. ولاحقاً، أوضح أردوغان أنّ رايس طلبت منه «عدم التحرّك لبضعة أيّام».
وفي السياق، شدّد وزير الخارجية السوري وليد المعلّم، في اتصال مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، على أهمّية التحرّك السريع لإيجاد حلّ سياسي و«لوضع حدّ لنشاطات حزب العمّال الكردستاني الإرهابية».