أخبـــار الفاتيكــان دون جديـــد ومبـــادرة بــرّي تنتظــر عــودة صفيـــر وزيـــارة كوشـــنير
دخل لبنان أمام تاريخ انتظار جديد يستمر أسبوعاً حيث يعود البطريرك الماروني نصر الله صفير من روما، ويزور بيروت وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، علماً بأن قوى 14 آذار سوف تصدر خلال وقت قريب جداً موقفها من مبادرة الرئيس نبيه بري،
وبينما ذكر مطّلعون أن المحادثات التي جرت في الفاتيكان لم تُفض إلى شيء، تحدثت أوساط دبلوماسية فرنسية عن استمرار مساعي باريس، وعن احتمال تحول الملف اللبناني إلى موضوع قمة مصغرة يعقدها عدد من زعماء العالم والمنطقة على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بعد أسبوعين.
ونقل مراسل «الأخبار» في باريس نزار عبود عن دبلوماسي فرنسي قوله إن وساطة بلاده لم تستنفد طاقتها أو تصل إلى طريق مسدود، وإنها مستمرة للتقريب بين وجهات النظر في سبيل بلوغ انتخابات ناجحة بتوافق اللبنانيين وفق الأصول الدستورية. وتوقع في هذا الإطار عقد لقاء على مستوى رؤساء دول كبرى، وأخرى إقليمية فاعلة في الشرق الأوسط معنية بالملف اللبناني وذلك على هامش قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد في 24 أيلول الجاري. وتوقع الدبلوماسي الفرنسي أن يتم اللقاء التشاوري على مستوى الزعماء بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
داخلياً، لم يصدر تعليق من بري على موقف النائب وليد جنبلاط المتحفّظ على مبادرته. وقال بري إنه «لم يتسنَّ له متابعة البرنامج الذي ظهر فيه السيد وليد جنبلاط على محطة «ال.بي.سي» لأنه تزامن ولقاءه مع رئيس «تكتل الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون الذي تخلله عشاء عمل إلى مائدته.
وقال بري إنه ما زال ينتظر موقفاً موحداً لقوى 14 آذار من مبادرته لأن ما صدر من مواقف عن بعض أقطابها المؤيدين للمبادرة، على أهميته، لا يكفي. وأضاف: «لا أُريد مواقف بالمفرق، بل موقفاً جماعياً لأبني عليه الخطوة التالية».
وأشار بري إلى أنه يترقب باهتمام ما يدور من حركة إقليمية ودولية، وخصوصاً الاجتماعات التي حصلت وتحصل في الفاتيكان، وهو ينتظر عودة البطريرك الماروني نصر الله صفير من روما ليجتمعا ويُجريا جوجلة للمعطيات التي قد تكون تكوّنت لديهما من خلال اللقاءات التي يعقدانها، علّهما يتوصلان الى خلاصة موحّدة.
وقال البطريرك صفير في حديث له في روما بثته محطة «ال.بي.سي» مساء أمس «إن البابا بنديكتوس السادس عشر ودوائر الفاتيكان يراقبان الأمور عن كثب ولا بد أن يكون لهما كلمة، إن لم يكن مع اللبنانيين مباشرة فمع الدول التي تؤثر في لبنان، وخصوصاً أن قداسة البابا استقبل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وبعضاً ممن لهم تأثير في الشرق الأوسط».
وأضاف صفير إنه لم يُسمِّ أحداً لرئاسة الجمهورية «بل أعطينا مواصفات وهي أن يكون المرشح على مسافة واحدة من جميع الناس وذا خبرة في الأمور السياسية وأن يكون مستقيماً ونزيهاً». ورداً على سؤال عن انتخاب رئيس لمدة سنتين، قال صفير «عوّدتنا الظروف أن الذين يُنتخبون لولاية رئاسية كاملة بعضهم جُدّد له، ومن يقبل بسنتين اليوم فإنه في نهايتهما قد يطمع بأكثر. ومن هنا حدّد الدستور ولاية رئيس الجمهورية بست سنوات، فليكن الرئيس الجديد لست سنوات».
وقال أحد أقطاب 14 آذار لـ«الأخبار» لا شيء يُتوقّع حصوله على مستوى معالجة الأزمة والاستحقاق الرئاسي قبل عبور ثلاث محطات هي أولاً ما سيعود به صفير من روما حيث إنه سيمكث في الفاتيكان منتظراً عودة البابا من زيارته إلى النمسا التي ستستغرق ثلاثة أيام، وثانياً البيان الموقف الذي ستتخذه قوى 14 آذار إزاء مبادرة بري اليوم أو غداً، وثالثاً زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى بيروت الخميس المقبل.
وأضاف القطب إن البلاد عشية الاستحقاق الرئاسي تقف أمام مرحلة يمكن تقسيمها الى 3 مراحل: «مرحلة الضوء الأخضر» وهي السائدة حالياً وتمتدّ حتى 25 الجاري موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، إذا لم تعبرها بحصول هذا الانتخاب فستدخل في «مرحلة الضوء الأصفر» التي تمتد من 26 الجاري حتى 14 تشرين الثاني المقبل، فإذا لم ينتخب رئيس خلالها تبدأ «مرحلة الضوء الأحمر» وهي الأيام العشرة الأخيرة من المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس الجديد وخلالها إما أن يحصل التوافق وإما أن يذهب فريقا الموالاة والمعارضة كل الى خياراته.
الى ذلك، أُعلن في باريس رسمياً أمس أن كوشنير سيزور بيروت الخميس المقبل في إطار متابعة الجهود التي تبذلها باريس للمساعدة على حل الأزمة السياسية اللبنانية المستمرة منذ أشهر. وقال فريدريك دوزانيو مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن كوشنير «سيتابع اتصالاته مع الأفرقاء اللبنانيين في إطار مؤتمر سان كلو وفي إطار زيارته السابقة». وأشار إلى أن بلاده ترى أن «هناك فرصاً يجب التقاطها» موضحاً أن «هذا سيكون مضمون الرسائل التي سيوجّهها كوشنير الى الذين سيجتمع معهم».