بعد ثلاث سنوات من الاحتجاب، ظهر زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن مجدّداً أمس، في شريط مصوّر في الذكرى السادسة لهجمات 11 أيلول، ليخيّر الأميركيين بين «الإسلام» و«القتال». وقال بن لادن إن «أميركا ضعيفة رغم قوتها الاقتصادية والعسكرية الظاهرة»، معتبراً أنها «ترتكب الأخطاء نفسها التي ارتكبها الاتحاد السوفياتي السابق».
وفي إشارة إلى اعتداءات الحادي عشر من أيلول 2001 على واشنطن ونيويورك، قال بن لادن «رغم أنها الدولة الكبرى المؤثّرة وتعتقد أن حق الفيتو حكر لها، استطاع 19 شاباً أن يحرفوا بوصلتها عن مسارها ولا يخفى ما لذلك من آثار ودلالات».
وفي موضوع العراق، قال بن لادن إن «على الأميركيين أن يقبلوا الإسلام إذا أرادوا انتهاء الحرب في العراق». وأضاف إن «الديموقراطيين أخفقوا في وضع حد للحرب في العراق بسبب النفوذ القوي للشركات الكبرى»، مشيراً إلى أن أسباب فشلهم «هي نفسها التي أدت الى فشل الرئيس الأميركي الأسبق جون فيتزجيرالد كينيدي في وقف حرب فيتنام».
وشدد بن لادن على أن أولئك الذين يتمتعون بالسلطة والنفوذ الحقيقيين هم الذين يملكون رأس المال. وقال «إنه حيث إن النظام الديموقراطي يسمح للشركات الكبرى بدعم مرشحين سواء كانوا رئاسيين أو لعضوية الكونغرس، فليس هناك ما يدعو إلى الدهشة لفشل الديموقراطيين في وقف الحرب».
وبدا بن لادن في شريطه نحيلاً وضعيفاً ولم يحرّك أياً من أطرافه أثناء حديثه، حتى إن لحيته بدت أقصر وأكثر سواداً من الشريط الذي ظهر فيه للمرة الأخيرة عام 2004.
وفي تعليق على الشريط، حذّر مدير الاستخبارات الأميركية (سي آي أيه) مايكل هايدن من أن «القاعدة» يعدّ لهجمات جديدة على الولايات المتحدة. وقال «إن محلّلينا يشيرون بثقة إلى أن القيادة المركزية للقاعدة تخطط لتوجيه ضربات قوية إلى الولايات المتحدة». وأضاف «إن القاعدة يركّز على أهداف لإيقاع عدد كبير من الضحايا وأضرار مأساوية وإحداث هزة في الاقتصاد».
وأكد أحد محللي الاستخبارات الأميركية أن شريط بن لادن حديث، مشيراً إلى تطرقه إلى فوز الديموقراطيين في الانتخابات التشريعية الأميركية وإلى فوز نيكولا ساركوزي في انتخابات الرئاسة الفرنسية.
(ا ب، ا ف ب، رويترز)