14 آذار تحسم موقفها خلال ساعات ورسائل مصرية وسعودية وسورية وحشد دبلوماسي في بيروت
ينتظر لبنان خلال اليومين المقبلين تحركات دبلوماسية غربية متعددة، فيما يتوقع أن يصدر عن فريق 14 آذار اليوم موقف من مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو الموقف الذي ينتظر عودة النائب سعد الحريري الى بيروت المتوقعة خلال ساعات. وفيما يتوقع أن يؤيّد فريق الحكم المبادرة شرط عدم ربط التوافق بنصاب الثلثين، أبلغ بري «الأخبار» أنه يرغب في أن يسمع موافقة كاملة لا مشروطة. وقال إنه «إذا لم يُردْ الفريق الآخر مقترحاتي فأنا مستعد للتراجع عنها».
وحسب جدول الأعمال المقرر فإنه يتوقع أن يزور لبنان الأربعاء والخميس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، ونظيره الإسباني ميغل أنخيل موراتينوس، الى جانب مساعد وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف ومساعدة وزيرة الخارجية الاميركية إليزابيت ديبيل.
بري: نعم كاملة أو لا!
وقال الرئيس بري لـ«الأخبار» إن «مبادرته هي الأمل الأخير في إحراز تقدّم في تسوية داخلية تؤدي إلى إجراء الاستحقاق الرئاسي، وتجنيب لبنان فوضى محتملة، وهي آخر ما يمكن أن يقدمه إلى الفريق الآخر على أبواب الاستحقاق الرئاسي». وشدد على «أنه ماض في مبادرته بمقدار ما تعبّر قوى 14 آذار عن تأييدها»، وقال: «إذا كانوا يريدونني أن أتراجع عنها، فأنا مستعد لذلك. هل يريدون أن نعود جميعاً إلى موضوع حكومة الوحدة الوطنية». ويرغب بري في سماع «الفريق الآخر يعلن تأييده غير المشروط ولا يقترن بـ«لكن» خشية أن تودي هذه بالجهود التي يبذلها».
من جهة ثانية لا يرى بري وجود أفكار لمبادرات عربية أو خارجية غير مبادرته، وهو أمر استنتجه من السفير السعودي عبد العزيز خوجة الذي طلب أن يزور رئيس المجلس اليوم. كما أن الزيارة المنتظرة لكوشنير «لا تعدو كونها مسعى محدداً وموجهاً خصوصاً إلى قوى 14 آذار، لحملها على قرن التأييد الذي أعلنه بعض أركانها لمبادرة بري بالفعل».
رسالة سورية
وفي موازاة ذلك، تحدثت مصادر واسعة الاطلاع عن رسالة سورية نقلها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الى جهات خارجية تفيد بأن دمشق «ترى أن إجراء انتخابات رئاسية في بيروت أمر ضروري وتؤكد عدم سعيها إلى إحداث فراغ» دستوري لبناني، وأنها مقتنعة بأن لا عودة لها إلى لبنان، وبالتالي فإن أهدافها وأغراضها في بيروت، لم تعد تحسب بمقاييس الموازين السياسية التي كانت قائمة يوم كان غازي كنعان أو رستم غزالة يتحكمان في تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية. وهذا التغيير في الواقع وفي الفهم السوري له، ينسحب على كيفية تعاطي النظام السوري مع الوضع اللبناني، كما انه «ليس لديها أي مشكلة مع رئيس لبناني جديد، يكون قادراً على الكلام معها».
خوجة
في غضون ذلك عاد إلى بيروت السفير خوجة بعدما أمضى إجازة لأسابيع في السعودية إثر ما شاع من معلومات عن تلقيه تهديدات. وقال خوجة لـ«الأخبار»: «إن توجه المملكة إزاء الاستحقاق الرئاسي هو أن ينجز هذا الاستحقاق في أقرب وقت وبصورة سلمية ودستورية ويكون اللبنانيون جميعاً مرتاحين إليه» مؤكداً عدم وجود أي مرشح لرئاسة الجمهورية لدى السعودية «لأن ليس من حق أحد غير اللبنانيين أن يتعاطى بهذا الأمر الذي هو شأن سيادي لبناني، وموضوع الرئيس واختياره يعود للبنانيين».
وأضاف ان المملكة نظرت الى مبادرة بري «بكثير من الإيجابية والموضوعية» وهي «ترجو من كل الجهات اللبنانية التعامل معها بإيجابية». وقال «إن المملكة تنظر دائماً بإيجابية الى كل مبادرة وكل تحرك في شأن وحدة لبنان واللبنانيين» .
تحرك مصري
في غضون ذلك نقل مراسل «الأخبار» في القاهرة عن مصادر دبلوماسية غربية توقعها قيام رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان بزيارة وشيكة إلى دمشق للاجتماع مع الرئيس السوري بشار الأسد وتسليمه رسالة مصرية تتوقع تعاوناً مع المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى تمكين اللبنانيين من تجاوز موعد الاستحقاق الرئاسي بلا منغصات. ولم يصدر أي تأكيد رسمي لهذه المعلومات.
إلى ذلك، تنتظر القاهرة وزير الخارجية الفرنسي الذي سيزورها غداً لإجراء محادثات مع الرئيس حسني مبارك، ومع نظيره المصري أحمد أبو الغيط والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وأكد أبو الغيط أن زيارة كوشنير لمصر تأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمرين بين البلدين حول عدد من المسائل الإقليمية والدولية الثنائية المهمة، كما تهدف إلى تبادل وجهات النظر حول الملفات الساخنة في المنطقة وفي مقدمها الوضع في لبنان والتطورات الخاصة بالشرق الأوسط ودارفور وغيرها. وقال «إن الحوار المصري الفرنسي المستمر يسعى جدياً إلى العمل على تفريغ شحنات التوتر في المنطقة».