بدأت غيوم الحرب تقترب من إيران. موعدها حُدِّد خلال الفترة الفاصلة بين الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية والاقتراع العام المقرر في تشرين الثاني 2008. أما طبيعتها فيعكف المسؤولون الأميركيون على تحديدها من خلال نقاش جاد يجري في أروقة البيت الأبيض في شأن «الأكلاف والمنافع» (التفاصيل). على الأقل، هذا ما نقلته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، مشيرة إلى أن «الرفض الألماني» لفرض عقوبات جديدة على إيران «دفع قسماً كبيراً من المسؤولين في واشنطن إلى تطوير سيناريوات عديدة مختلفة لتوجيه ضربة عسكرية للنظام الإسلامي». ونقلت عن «مصدر مطلع» من داخل إدارة بوش قوله إن «الجميع في الداخل يشاركون في نقاش واسع حول أكلاف ومنافع التدخل العسكري ضد إيران، ووضع إطار التحرك الذي يجب ألا يكون في غضون أكثر من ثمانية إلى عشرة أشهر، بعد أن تكون نتائج الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية قد تحددت، وقبل الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني 2008».
وفي رد إيراني غير مباشر على تقرير الشبكة الأميركية، هدّد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني واشنطن بـ«رد موجع» على أي هجوم يستهدف إيران.
أما الرئيس محمود أحمدي نجاد فرأى من جهته أن ما من سبيل أمام الولايات المتحدة للخروج من أزمتها في العراق، سوى الانسحاب الكامل لقواتها المحتلّة. وقال إن «الظروف التي يمر بها الأميركيون في العراق وأفغانستان تتطلّب إطلاق مثل هذه التصريحات لحفظ ماء الوجه»، مشدداً على «أنهم إذا كانوا يملكون قليلاً من العقل، فإنهم لن يرتكبوا مثل هذه الأخطاء». وأكّد أنه «إذا قرّروا (الأميركيون) الاشتباك معنا، فإنهم سيدقّون آخر مسمار في نعش المحافظين الجدد».
وردّاً على سؤال يتعلق بنية وزارة الدفاع الأميركية بناء قواعد عسكرية على الحدود العراقية مع إيران، قال لاريجاني إنّ «اقتراب الأميركيين من الحدود الإيرانية سيعود بالضرر عليهم وعلى مصالحهم».
وتعليقاً على تقرير قائد قوات الاحتلال في العراق دايفيد بيترايوس والسفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر، قال نجاد إنه «حتى إذا ضاعفت الولايات المتحدة عديد قواتها عشر مرات في العراق، فلن تتمكن من تحقيق أي من أهدافها». وأضاف أن لندن «قرّرت وتصرّفت بأسلوب أذكى من الولايات المتحدة»، عندما سحبت قواتها من البصرة.
(أ ب، إرنا، أ ف ب، يو بي آي)