صفيــر يدعـم بــرّي وينفـي اقتنــاعه بموقـف لارسن وفيلتمـان يحذّر لحــود من تأليـف حكومـة انتقـالية
تفاعلت المواقف التي أعلنها رئيس مجلس النواب نبيه بري في مختلف الأوساط السياسية، وبلغت أصداءها الخارج محدثةً «الصدمة الإيجابية» التي ستدفع على ما يبدو الى مضاعفة الجهود من أجل التسوية من بوابة الاتفاق على رئيس جمهورية جديد.
ومع أنه لم يصدر عن فريق الموالاة أي رد على مواقف بري المتلفزة، فإن أحد قياديي هذا الفريق قال لـ«الأخبار» إن قوى 14 آذار «لا تنظر بسلبية» الى مواقف بري، وترى أنه أبقى الابواب مفتوحة أمام إمكان التفاهم «ولذلك نحن ذاهبون الى الحوار مع المعارضة».
لكن أوساطاً قيادية في المعارضة أبدت لـ«الأخبار» تشاؤمها ازاء إمكان حصول هذا التفاهم مع الموالاة. وأشارت الى أنها كانت تنتظر أو تعوّل على مبادرة يتخذها النائب سعد الحريري «ولكنه كما في مرات سابقة لم يقدم على أي خطوة منتظرة منه».
وفي رأي هذه الأوساط فإن الموالاة كانت ولا تزال تراهن على الموقف الاميركي وعلى تطورات إقليمية ودولية تحسَب أنها ستكون لمصلحتها، وهي لم تتخلّ بعد عن خيار انتخاب رئيس من صفوفها بأكثرية النصف زائداً واحداً، بدليل أن النائب السابق نسيب لحود الذي يفترض أنه مدرك للأصول الدستورية الخاصة بأنتخابات رئاسة الجمهورية، لم يتردّد في إعلان نفسه «مرشح 14 آذار» لرئاسة الجمهورية.
في هذه الأثناء عاد البطريرك الماروني نصر الله صفير من روما بعدما التقى البابا بنديكتوس السادس عشر ونقل عنه «أنه يهتم بلبنان وبالسلام في لبنان وأنه سيبذل ما في وسعه لكي يساعد على إعادة السلام الى هذا البلد الذي يعز عليه كثيراً». ونفى حصول اتصال بينه وبين مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش. ووجد في مبادرة بري «ما يبشّرنا بالخير لينهض لبنان ويستعيد دوره».
وعندما سئل صفير عمّا قاله لارسن عن الانتخابات الرئاسية، وهل أقنعته بما يقوله الدستور لناحية نصاب الثلثين أم أقنعك بالنصف زائداً واحداً إذا لم يتأمن الثلثان؟ فأجاب: «لم يقنعني ولم أقنعه، إنما لارسن قال إن الدستور اللبناني ينص على أنه عندما ينتخب الرئيس يجب أن يكون هناك ثلثا النواب، وإذا لم يتأمن الثلثان فنصف النواب زائداً واحداً».
عون
من جانبه حدّد النائب ميشال عون، خيارين لا ثالث لهما لحل الأزمة، وهما: «إما أن يكون هناك رئيس جمهورية يبني جمهورية، وإما فلتسقط الجمهورية». وأعلن تقديم كل الفرص للحكومة وداعميها «حتى يتبنّوا حلاً بالتفاهم»، مشيراً الى أن «الوقت محدود جداً، وإذا كانوا لا يريدون تقديم حل وفقاً للقوانين وتصحيح الأخطاء وإرجاع الحق لأصحابه، والقيام بانتخابات تحترم بالفعل الإرادة الداخلية وتعبّر عن حالها فسيكونون مسؤولين عن كل ما سيحدث».
في المقابل تمسّك قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع بـ«مبادرة قوى 14 آذار»، متمنياً على الفريق الآخر «تلقفها لمحاولة التفاهم على الاستحقاق الرئاسي وإخراج لبنان من الأزمة التي يمر بها». وأضاف: «من غير المنطقي أن نشترط عليهم الحوار مقترناً بنصاب النصف زائداً واحداً وهم بدورهم لا يستطيعون فرض نصاب الثلثين للتحاور».
فيلتمان يحذر
وقد زاد الازمة تعقيداً أمس ما صدر عن السفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي أعلن أن بلاده لن تعترف إلا بحكومة الرئيس فؤاد السنيورة إذا قرر الرئيس إميل لحود تأليف حكومة انتقالية إذا لم يتم انتخاب خلف له. وقال: «نأمل أن ينهي الرئيس لحود ولايته الممددة بهدوء من دون اللجوء الى إجراءات ذات طابع غير دستوري تؤدي الى تعقيد الأزمة بدلاً من حلها».
وأكد فيلتمان «وجود أدلة متينة» تشير الى أن حزب الله «يواصل إعادة تسليح نفسه عبر الحدود اللبنانية السورية في انتهاك للقرارات الدولية». وأشار الى أن «المجتمع الدولي سيستجيب لأي طلب تتقدم به الحكومة اللبنانية لمساعدتها على ضبط أمن حدودها، وهناك مبادرات عدة يجري بحثها لوقف عمليات التهريب ولا سيما تهريب السلاح».
نيويورك
والى ذلك نقل مراسل «الأخبار» في نيويورك نزار عبود عن دبلوماسي غربي رفيع المستوى قوله إنه رأى في تصريحات لارسن عن الانتخابات الرئاسية «خروجاً عن المألوف في الأعراف الدبلوماسية». ورأى أنها «تتناقض جوهرياً مع التقدم الذي تحقّق عبر الرئيس بري والنائب الحريري والذي نؤيّده وندعمه بقوة». وقال إن لارسن الذي تحدث في روما عن انتخابات رئاسية في لبنان بالغالبية العددية، يغرّد خارج سربه وقال: «لا أعتقد أن تأويله للدستور اللبناني منسجم مع ما يجري حالياً على الأرض من تفاهمات بين الأطراف اللبنانية» وأضاف: «إن العرضين اللذين تقدم بهما الرئيس بري وسعد الحريري يعدان خطوة متقدمة نحو الحل» مستبعداً «أن تتجه الأمور في لبنان نحو الأسوأ».