أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس لـ«الأخبار» حق سوريا بالرد على الانتهاك الإسرائيلي للأجواء السورية، إلا أنه شدد على أن سوريا هي «التي تختار متى وأين ترد».وأوضح المقداد أن ما نشر أول من أمس من تصريحات منسوبة إليه عن الموقف السوري من الاعتداء الإسرائيلي على سوريا، كان «غير دقيق وأن الأمر قد يعود إلى اجتزاء تسبّبت به وكالات أنباء عالمية». وأشار إلى أن «سوريا لم تتعود أن تسكت عن الرد على أي انتهاكات لكنها هي التي تختار متى وأين ترد»، مضيفاً أن سوريا «سترد على أي عدوان إسرائيلي الآن ولاحقاً».
وفي تصريح لوكالة «فرانس برس» حول ما صدر من إسرائيل والولايات المتحدة من تعليقات على هذه الغارة الإسرائيلية، قال المقداد «إن تلك الادعاءات ليست صحيحة على الاطلاق وإن ذلك لا يدل إلا على عدوانية هذه الأطراف وإفلاسها في التعامل مع مشاكل المنطقة والتحديات التي تواجهها نتيجة للسياسات الاميركية والاسرائيلية التي تتناقض والشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة». وشدّد على أن «سوريا قوية بصمود شعبها وقواتها المسلحة التي تقف على أهبة الاستعداد دفاعاً عن تراب ومياه وسماء الوطن».
وكانت الاتهامات الأميركية لسوريا بالسعي إلى برنامج نووي أخذت أمس طابعاً رسمياً، تعدى إطار تقارير صحافية، علّق عليها مسؤول أميركي في روما أمس بتأكيد المعلومات عن وجود كوريين شماليين في دمشق، التي قال إنها أجرت اتصالات بـ«ممولين سريين» للحصول على معدّات ذرية.
ورداً على سؤال لوكالة «أسوشيتد برس» عن الغارة الإسرائيلية على سوريا وما رافقها من تقارير إعلامية عن منشأة نووية سورية جُلبت معداتها من بيونغ يانغ، قال نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون منع الانتشار النووي، أندرو سيميل، إن سوريا على «لائحة المراقبة النووية الأميركية». وأضاف أن «هناك إشارات إلى أن شيئاً ما يجري هناك»، مشدداً على «أننا نعلم أن عدداً من التقنيين الأجانب زاروا سوريا في الآونة الأخيرة. ونعلم أن السوريين قد يكونون أجروا اتصالات مع بعض الممولين السريين للحصول على معدات نووية. لكن هل تم نقل معدات بالفعل؟ هذا الأمر سيتم التأكّد منه». ورغم أن سيميل لم يسمِّ أياً من «الممولين»، إلا أنه لم يستبعد ضلوع الشبكة التي يديرها العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان في المسألة. وقال سيميل: «لا شك بأن في سوريا كوريين شماليين، كما كانوا في العراق وإيران». وأضاف: «نحن نراقب عن كثب. ومن الواضح أن الإسرائيليين يراقبون عن كثب».