كما طفا حديث الحرب فجأة على سطح أزمات المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين، خرج أمس، فجأة أيضاً، حديث السلام من باريس وموسكو وواشنطن وتل أبيب، ليضفي هدوءاً مرحلياً على جبهتي سوريا وإيران.وبعد العاصفة التي أثارتها تصريحاته عن الإعداد للحرب مع إيران، تراجع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس في موسكو عن مضمون كلامه، معتبراً أنه «يجب بذل كل ما هو ممكن لتجنّب الحرب». واتهم وسائل الإعلام بـ«التلاعب بتصريحاته»، مشدّداً على أنه «يريد السلام» مع إيران.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقال، في ختام لقائه مع نظيره الفرنسي، «إن روسيا قلقة لورود تقارير عديدة تفيد بأنه يجري النظر جدياً في فرض عقوبات عسكرية على إيران»، محذراً من انعكاسات عملية عسكرية في المنطقة، ومُذكراً بالعراق.
وكما حال كوشنير، سعت واشنطن إلى استبعاد الخيار العسكري. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو «نحن نعتقد أن ثمة حلاً دبلوماسياً». وأضافت «نعمل مع الفرنسيين وبقية (دول) الاتحاد الأوروبي لمواصلة الضغط على إيران».
كذلك أعلن قائد قوات الاحتلال في العراق، الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس، أمس أنه «لا يرغب في تدخل عسكري في إيران»، رغم أنه «لا يشك في أن إيران تزوّد الميليشيات العراقية بالسلاح». وقال، خلال زيارة إلى لندن، إنه «يأمل أن تنتهي إيران بأداء دور بنّاء بدلاً من دور مدمّر في العراق».
ورغم تراجعه، تواصلت الاستنكارات الدولية لكلام كوشنير، الذي نأت المفوضية الأوروبية بنفسها عنه، فيما انتقدت بكين «استسهال اللجوء إلى التهديد باستخدام القوة في الشؤون الدولية». وفي طهران، وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التصريحات الفرنسية بأنها «للاستهلاك الإعلامي ويجب ألا تؤخذ مأخذ الجد»، مضيفاً أن «التصريحات الصحافية تختلف عن البيانات الحقيقية، ولذلك لا نعتبر هذه التهديدات جادة».
وعلى الجبهة السورية، كان حديث التهدئة موازياً، فغداة عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت «إرساء السلام» مع سوريا، قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إن «العصبية» بين دمشق وتل أبيب قد انتهت وإن إسرائيل مستعدة لإجراء مفاوضات سلام مباشرة مع سوريا.