دانيـــال موســـى شـــارون زار لبـــنان 11 مـــرة في غضـــون ســـنتين... وتعلّـــم العربيـــة في الخليـــج
علمت «الأخبار» أن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تسلّمت أمس موقوفاً تبيّن أنه إسرائيلي يحمل الجنسية الألمانية، بعدما أوقفته قوى الأمن الداخلي صدفة في بيروت، ويجري التحقيق معه بعد إقراره بجنسيته، وتقديمه إفادات متناقضة عن أصوله وأعماله وأهداف زياراته إلى لبنان.
وفي المعلومات، أن مخفر المريجة التابع لقوى الأمن الداخلي فتح فجر العشرين من الشهر الجاري تحقيقاً في مقتل المواطن موسى حسين الشعلان من مواليد 1969 الذي وجد جثة هامدة في منزله في الطابق السادس من البلوك رقم 2 في مشروع الملاك في حي السلم. وبرغم أن الطبيب الشرعي أشار إلى أن الوفاة التي نجمت عن إطلاق عيارات نارية من مسدس حربي قد تكون عملية انتحار، فإن شكوكاً دفعت بقوى الأمن إلى التحقيق في الأمر، ولا سيما بعدما تبيّن أن المسدس يعود إلى عنصر في جهاز أمني رسمي، وبعدما عثر في الشقة التي كان الشعلان قد استأجرها مع ثلاثة من رفاقه (بينهم عنصران أمنيان) على نسخة من جواز سفر إسرائيلي، وأختام لأحد الأجهزة الأمنية اللبنانية.
ولدى استدعاء صاحب المسدس إلى التحقيق أفاد بأنه سبق أن أضاعه. ولدى سؤاله عن مكان وجوده وقت حصول الحادثة، أفاد أنه كان يمضي وقتاً مع صديق له من الجنسية الألمانية، يقيم في فندق شيراتون فور بوينتس، في منطقة فردان.
وعلى الأثر، توجّهت دورية من قوى الأمن الداخلي وجلبت المواطن الألماني الى التحقيق. وظهرت في التحقيقات الأولية علامات شبهة استدعت من قوى الأمن التدقيق أكثر في أوراقه الثبوتية، ليتبيّن أن اسمه ولغته العربية المكتسبة في دولة خليجية، وطبيعة زياراته الى لبنان وبعض الدول وظروف إنفاقه المالي، كلها تشير الى أمور غريبة.
وبعد التدقيق في هذه المسائل، ادّعى الألماني أنه يأتي الى لبنان بقصد السياحة، وأنه مثلي و«يرتاح الى الشباب اللبناني»، وأن أعماله التجارية ليست في لبنان. وبعد التوسع في التحقيق والسؤال عن أصوله وأمكنة إقامته وأمكنة وجود عائلته، أفاد بأنه من اتباع الديانة اليهودية وأن اسمه دانيال موسى شارون. ثم أقر في إفادة أولية أن والده يهودي تركي الأصل، ثم عدل وقال إنه يهودي سوري هاجر الى إسرائيل عام 1959، حيث ولد دانيال عام 1975. وقال إن ظروفه العائلية مكّنته من الحصول على الجنسية الألمانية، وأن موارده المالية عائدة من عمله في شركات تجارية في إسرائيل وفي دول أوروبية وقبرص.
وخلال التحقيق، قال إنه تعلم العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة على يد مواطن من البحرين، وإنه يزور الأردن ومصر بصورة دورية، ثم تبيّن من مراجعة جواز سفره أنه دخل الى لبنان 11 مرة منذ عام 2005، وأنه كان في لبنان قبل شهر من عدوان تموز عام 2006، ثم تبيّن أن آخر زيارة له الى لبنان كانت قبل أربعة أيام، وكان مقرراً أن يسافر أول من أمس.
وعند تبريره لعلاقاته الجنسية في لبنان، تحدث عن زيارات عدة له الى الضاحية الجنوبية والى مناطق أخرى، وقال إن له أصدقاء يقطنون في الضاحية وبيروت وزغرتا وجونية وأماكن اخرى، ولا عمل لديه في لبنان، وانه يزوره حصرياً بقصد إقامة علاقات جنسية.
وفي المعلومات أيضاً، تبيّن أن إدارة فندق الشيراتون الذي أقام فيه الموقوف نفسه آخر مرة، لم تكن تعلم بكل بياناته، وأن موظفاً في الفندق أفاد بأن شارون طلب منه عدم تسجيل كامل اسمه الثلاثي لقاء مبلغ من المال، وهو الأمر الذي يجري التدقيق فيه، علماً بأن التحقيقات أظهرته متماسكاً قليل الانفعال، وأنه يعرف الكثير عن لبنان ويجيد العربية، كما يستخدم بعض الامثال الشعبية في إطار عرضه، وهو نفى تماماً أن يكون هنا في مهمة استخبارية. وتبيّن أن شارون يحمل جوازيْ سفر صادرين عن الحكومة الألمانية.
تبيّن من خلال التحقيق أنه كان قد أرسل، على حسابه، العنصر الأمني صاحب المسدس إلى خارج لبنان أكثر من مرة، وأن الأخير سهّل له بعض الأمور داخل لبنان.