ظهر سيناريوان جديدان أمس للتطورات الميدانية على الجبهتين السورية والإيرانية: الأول، أنباء عن إنزال مهّد للغارة الإسرائيلية على سوريا عبر الحصول على «أدلة نووية» كانت مبرراً لمصادقة أميركية. أما الثاني، فتسريبات صحافية عن تكليف ضباط في سلاح الجو الأميركي وضع خطة سرية لـ«هجوم محتمل» على إيران (التفاصيل).وذكرت صحيفة «صنداي تايمز» أمس، نقلاً عن مصادر «مطّلعة» في واشنطن وتل أبيب، أن وحدات من النخبة تابعة للجيش الإسرائيلي «تمكّنت من الحصول على موادّ نووية، مصدرها كوريا الشمالية، من موقع عسكري سرّي قرب دير الزور في سوريا قبل قيام إسرائيل بقصفه وتدميره» في السادس من أيلول الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن صادقت على الغارة، بعد حصولها على «الأدلة»، التي «أظهرت الفحوص المخبرية أن منشأها كان كوريا الشمالية». وأضافت إن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك تولّى الإشراف المباشر على العملية. وفي السياق، حذّر باراك أمس «من انخداع إسرائيل بتهدئة وهمية في مقابل سوريا، والاستعداد لحرب وكأن اندلاعها قريب جداً».
وفي ترجمة لأجواء التوتّر، هرعت المقاتلات الإسرائيلية أول من أمس، للمرة الثانية خلال 48 ساعة، باتجاه هضبة الجولان المحتلة في أعقاب اختفاء جسم طائر كان يحلّق في الأجواء السورية. ورجّحت مصادر عسكرية إسرائيلية أن يكون تحطّم الطائرة السورية السبب في الاختفاء عن شاشات الرادار، وأنها لم تكن في مهمة هجومية.
ورغم أجواء الحرب، أشارت الصحافة الإسرائيلية، أمس، إلى أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ستسعى خلال وجودها في نيويورك إلى بث رسائل تهدئة إلى السوريين.
وعلى الجبهة الإيرانية، كشفت صحيفة «صنداي تايمز» أيضاً أن سلاح الجو الأميركي كلّف مجموعة من خيرة ضباطه وضع خطة استراتيجية شديدة السرية للحرب. وأشارت إلى أن الجنرال لورانس شولتز، الذي يُعدّ واحداً من ألمع جنرالات سلاح الجو الأميركي، يقود هذه الجهود ويساعده الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي لاني كاس.
ونسبت الصحيفة إلى مصدر دفاعي القول «لا أحد يعتقد أن الخيار العسكري فكرة جيدة، لكنهم سيهاجمون إيران إذا ما طُلب منهم ذلك».
وفي السياق، ذكرت مجلة «نيوزويك» أمس أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني فكّر في مرحلة ما، في أن يطلب من إسرائيل توجيه ضربات صاروخية محدودة إلى موقع نووي إيراني بهدف دفع إيران إلى الرد «لمنح واشنطن ذريعة لتوجيه ضربات جوية بنفسها».