حسم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس حضور سوريا المؤتمر الدولي للسلام، رغم أن الولايات المتحدة نفسها غير متحمسة لمشاركة كهذه، خاصة أنها أقرت بأن دعوة دمشق تأتي غطاء لإشراك دول عربية أخرى في اللقاء، الذي ظهرت أمس معطيات جديدة حول مكان وتاريخ عقده. (التفاصيل).وقال موسى، في مؤتمر صحافي في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، إن «الولايات المتحدة أعلنت تأييدها لمشاركة سوريا في المؤتمر الدولي. وسوريا، بصفتها عضواً في لجنة المتابعة العربية، ستتلقى دعوة وستشارك». ودعا موسى إلى عقد اجتماع «جدي يطرح كل القضايا الرئيسية على الطاولة»، مطالباً إسرائيل بوقف بناء المستوطنات والجدار الامني العازل في الضفة الغربية قبل الاجتماع.
في هذا الوقت، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «عرض واشنطن عن كره، الى حد ما، توجيه دعوة إلى سوريا لحضور مؤتمر سلام الشرق الاوسط، يهدف الى حد كبير لتوفير الغطاء السياسي لدول عربية أخرى للمشاركة»، في خطوة تستهدف على ما يبدو تهيئة الظروف لتطبيع عربي ـــــ إسرائيلي.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن «واشنطن اشارت الى استعدادها لدعوة سوريا انطلاقاً في الاساس من رغبتها في مشاركة دول عربية اخرى». وأضاف أن استبعاد دمشق سيوفر «ذريعة سهلة» لدول عربية أخرى لعدم الحضور. وتابع «يحتاج الآخرون إلى وجودها وإلا فسيشعرون بالخطر لأنه ليس لديهم الغطاء المناسب لمشاركتهم».
وقال المسؤول نفسه إن الولايات المتحدة لن تستبعد سوريا لكن «لا نعتز بمشاركتها». وأضاف أن واشنطن «تحتفظ بحقها في عدم توجيه الدعوة رسمياً لسوريا»، وإن توقع ألا يحدث ذلك.
أما وكالة «اسوشييتد برس» فنقلت من جهتها عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة اختارت منطقة أنابوليس في ميريلاند (شمالي واشنطن) لعقد المؤتمر الدولي. وأشاروا إلى أن الاجتماع سيعقد في «أكاديمية بحرية». وأضاف المسؤولون أنفسهم أن «أنابوليس جذبت المسؤولين الأميركيين لأنها، على عكس مواقع أخرى قرب واشنطن، لم تشهد جلسات محادثة سلام سابقة». ويبدو أن الإدارة الأميركية تسعى إلى تجنّب ذكريات سيئة، فقررت عدم العودة مجدّداً إلى مجمع كامب ديفيد، الذي شهد انهيار محادثات السلام الأخيرة في عام 2000.
وفي السياق، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يتوقع عقد المؤتمر في 15 تشرين الثاني المقبل.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)