شرارة معركة جديدة مع العلمانيّين أطلقها حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا أمس، عندما أعاد ترشيح وزير الخارجيّة عبد الله غول لمنصب رئاسة الجمهورية. ترشيح عُدّ خياراً من اثنين واجههما رئيس الوزراء رجب طيّب أردوغان منذ الفوز الساحق الذي حقّقه حزبه في الانتخابات البرلمانيّة المبكرة الشهر الماضي. كان «المخرج» الثاني الاستعاضة عن تسمية رئيس الدبلوماسيّة التركيّة بمرشّح آخر، يُكسب المؤسّسة العلمانيّة، التي يُعدّ الجيش محورها، نقطة معنويّة في حربها على «أسلمة» البلاد. وأشار مسؤولون من «العدالة والتنمية» إلّى أنّ غول سيزور زعماء أحزاب المعارضة اليوم لإبلاغهم ترشيحه، ما يمثّل إذا لم يتمّ احتواء تحفّظ المعارضين على ذلك، انطلاق مواجهة جديدة نهايتها مجهولة، تسبق الجولة الأولى التي سيجريها البرلمان الاثنين المقبل، لانتخاب خلف للرئيس المنتهية ولايته أحمد نجدت سيزر، بعد ما يزيد على 3 أشهر من إحباط العلمانيّين للمحاولة الأولى لفوز غول بالمنصب العتيد. وفيما كانت الأنظار متجّهة نحو القرار الذي بته «العدالة والتنمية» أمس، أعاد زعيم «حزب الشعب الجمهوري»، المعارض العلماني الأساسي الفائز بـ20 في المئة في الانتخابات النيابيّة، دنيز بايكال، التشديد على أنّه «من غير المناسب أن يكون لتركيا رئيس لديه مشاكل مع الفلسفة الأساسيّة التي قامت عليها تركيا الحديثة»، في إشارة إلى تعاليم مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك. وكان العضو البارز في حزب «الحركة القوميّة» سيهان باكاسي، قد لفت في وقت سابق أمس، إلى أنّ حزبه تمنّى التوصّل إلى تسوية بين «العدالة والتنمية» والمعارضين العلمانيّين، لتفادي أزمة سياسيّة جديدة، بيد أنّه لم يتوقّع «حدوث فوضى في الأفق».(ا ف ب، رويترز، ا ب)