موقف عام لساركوزي وكوسران يزور العواصم المعنية بلبنان وكوشنير لن يعود قبل أسبوعين
فتحت عودة السفير الاميركي جيفري فيلتمان حركة اتصالات جديدة تتصل أساساً بالاستحقاق الرئاسي، أبرزها تسليمه الرئيس نبيه بري أجوبة عن أسئلة كان قد حمّله إياها قبل سفره الاخير، فيما أطلقت فرنسا، على لسان رئيسها نيكولا ساركوزي، موقفاً ظل عاماً وقابلاً للتأويل من الملف نفسه، بينما تحدث وزير خارجيته برنار كوشنير أمام جمع من المراسلين عن الوضع في لبنان والعلاقة مع سوريا بكثير من السوداوية. وهو قال إن زيارته الى بيروت مؤجلة الآن، وإن موفده الخاص جان كلود كوسران سوف يقوم في هذه الأثناء بجولة تشمل الولايات المتحدة والسعودية ومصر وسوريا وإيران.
وفيما تحدثت مصادر في باريس عن عقبات واجهت المسعى الفرنسي في بيروت بينها عدم القدرة على إيجاد تفاهم بين فريقي الاكثرية والمعارضة حول التزامن بين الانتخابات الرئاسية وتأليف حكومة الوحدة الوطنية، تحدثت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع عن أن باريس تنتظر مبادرة ما سوف يعلنها الرئيس نبيه بري في خطابه المرتقب يوم الجمعة المقبل في الاحتفال السنوي لمناسبة اختفاء الإمام موسى الصدر.
وعلم أن بري مستمر في تحركه، وأن اتصالاته ومشاوراته جارية بعيداً من الأضواء، وهو يحظى بغطاء إقليمي ودولي. وأشار إلى أن الجانب الفرنسي «أبدى ارتياحه إلى أفكار بري وأن الموفد كوسران عبّر عن امتعاضه من الهجوم الذي شنّه البعض على بري لأن الأفكار والصيغ التي يطرحها كحل للأزمة كانت متقدمة جداً وراعت مصالح جميع الأطراف».
وأكّدت مصادر مقربة من كوشنير أنّه بات على اقتناع، بعد عودة كوسران من بيروت، بأن «الوضع قاتم وملبّد بالغيوم السوداء المنذرة بأسوأ الأحوال». ومع ذلك، لا يستبعد بعضهم «مرور كوشنير إلى بيروت» قبل زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، المرتقبة في ١٠ أيلول المقبل، أو بعدها، إذ إن الخوف من «فراغ الحكم في لبنان لا يزال هاجس الفرنسيين».

ساركوزي

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أكد في كلمته الأولى أمام سفرائه العاملين في عواصم العالم، أن فرنسا «صديقة لجميع اللبنانيين»، وأن صداقتها ليست موجّهة إلى «فئة أو طائفة»، وأصرّ على ضرورة متابعة الحوار بين الفرقاء اللبنانيين، الذي بدأ في الضاحية الباريسية «سان كلو»، للتوصل إلى مخرج للأزمة، رأى أنه يقوم على «انتخاب رئيس في المهلة المحددة ووفقاً للدستور»، وطالب بأن يكون رئيساً «يرى جميع اللبنانيين أنه يمثّلهم» ويستطيع أن يعمل مع الجميع في الداخل والخارج.
وأكّد ساركوزي عرض باريس «الانفتاح» على دمشق إذا عملت على تسهيل «انتخاب رئيس (لبناني) في المهلة المحددة ووفقاً للدستور»، في خطوة تشترط الدبلوماسية الفرنسية أن تكون مرفقة بـ«ضمانات» «شيراكية» الطابع، تقول مصادر «الأخبار» إن المقصود منها «وقف الاغتيالات والتهديدات التي يتلقّاها خصوم» سوريا في لبنان.
كذلك تطرّق ساركوزي إلى سوريا قائلاً إن «من واجب كل اللاعبين الإقليميين، بمن فيهم سوريا، العمل من أجل حلّ كهذا»، ثم استطرد قائلاً «إذا اتّبعت دمشق هذا المسار، تكون شروط استئناف الحوار الفرنسي ـــــ السوري قد اجتمعت». ورأى مراقبون في هذه الإشارة «تكملة» لما سبق أن لوّح به وزير الخارجية برنار كوشنير قبل يومين حين وصف الانفتاح الفرنسي على سوريا «إذا سهّلت الأمور في لبنان»، بأنه سيكون «مذهلاً».

مجلس الوزراء

في هذه الأثناء توقف مرجع سياسي كبير عند المواضيع التي تناولتها الحكومة في جلستها أمس، فقال إنه «لا يمر عليها يوم من دون أن ترتكب مزيداً من المخالفات الدستورية»، متسائلاً عن علاقة مجلس الوزراء بالتعيينات في وزارة الخارجية. وقال المرجع لـ«الأخبار» إنه إذا تم الاتفاق على تأليف حكومة وحدة وطنية فإن أقل ما يمكن أن تقبل به المعارضة هو إعادة قراءة كل ما اتخذته حكومة السنيورة من قرارات باستثناء موضوع المحكمة الدولية.

مصر وجنبلاط

الى ذلك نفى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس ما نسبه النائب وليد جنبلاط الى الرئيس المصري حسني مبارك من انه أبلغه في شباط 2005 أن الرئيس السوري بشار الأسد سينسحب من لبنان وسيحاسب على اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن أبو الغيط قوله «إن ما ذكره رئيس اللقاء الديموقراطي نقلاً عن الرئيس مبارك لدى استقبال سيادته له في 2005 لا يتسم بالدقة». وأضاف: «لا أعتقد أن الرئيس مبارك بحكمته المعروفة يمكن ان يدلي بالأقوال التي نسبت إليه».

تهديد الخوجة

لليوم الثاني على التوالي، تواصلت ردود الفعل المستنكرة للتهديدات التي تلقّاها السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة، مرفقة باتصالات هاتفية تلقّاها من عدد من المسؤولين اللبنانيين. وفي هذا الإطار، أجرى المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل اتصالاً هاتفياً بالسفير خوجة، وأبلغه استنكار الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله للتهديدات التي استهدفته. كذلك أجرى رئيس التيار الوطني الحرّ النائب ميشال عون اتصالاً بالسفير السعودي، للغاية نفسها.