strong>موسى «يلعب في الوقت الضائع» وتقدّم الجيش في نهر البارد يقرّب الحلّ «بتفكيك وترحيل فتح ـ الإسلام»
يبدأ الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم مهمّة جديدة في بيروت لا يتوقّع لها أن تأتي بنتائج مختلفة عما سبقها. وبرغم الترحيب العلني وإظهار الاستعداد للتعاون معه، إلا أن النقاش الفعلي والبرامج الحقيقية لفريقي الموالاة والمعارضة ظلت تتركز على سبل توفير كل عناصر القوة قبل المنازلة الكبرى التي تبدأ بعنوان الانتخابات الفرعية، لكنها تشمل فعلياً الملف الحكومي ولاحقاً الملف الرئاسي، ما يرجّح التوقعات بأنّ لبنان مقبل خلال الشهر المقبل على مواجهة سياسية ساخنة دون أن يضمن أحد ألا تتخلّلها أحداث أمنية في ظل الانكشاف القائم.
وقال دبلوماسي عربي مواكب للاتصالات الجارية إن الوفد العربي الذي يترأسه موسى اليوم سيلتقي الرؤساء الثلاثة وأركان طاولة الحوار والقادة الروحيين، وليس في جعبته أفكار جديدة، سوى الدعوة الى حوار مباشر بين السلطة والمعارضة. وأشار الى أن من الأفكار المتداولة أن يكون هناك رئيس انتقالي لمدة عامين، أو أن يصار الى تأليف حكومة مصغرة تمثل الاقطاب كافة.
وقال موسى، في تصريحات له في القاهرة أمس، إن الوفد العربي يحمل معه الى بيروت أفكاراً جديدة لحل الأزمة اللبنانية سيجري البحث فيها مع الأطراف المعنية. وأشار الى أن المبادرة القديمة لا تزال تتضمّن بعض الافكار الصالحة للبحث. وعندما سئل عن موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، رأى أن هذا الموضوع «شأن داخلي لا نتدخل فيه» ويعود الى الأفرقاء اللبنانيين البحث فيه في ما بينهم عندما يجلسون الى طاولة الحوار.

مهلة المعارضة

في غضون ذلك، تسارعت الاتصالات بين قوى المعارضة والرئيس إميل لحود على قاعدة أن جدول الأعمال المفروض من قبل 14 آذار في ما خص الانتخابات الفرعية ورفض قيام حكومة وحدة وطنية، يفرض خطة مقابلة. وأكدت مصادر واسعة الاطلاع أن المعارضة وضعت عملياً مهلة زمنية كفرصة أخيرة للمساعي، على أن تنتهي منتصف تموز المقبل. ويصار بعدها إلى تأليف قوى المعارضة حكومةً ثانية، على أن ترشّح لها شخصيات تمثّل إجماعاً وطنياً، وتتولّى هي الإشراف على الانتخابات الفرعية في المتن الشمالي وبيروت، وتفرض جدول أعمال مختلفاً عن جدول أعمال الأكثرية.
وقالت المصادر إن الرئيس بري بدا أقلّ تردّداً من السابق، وإنّ الرئيس لحود يستعجل الخطوة، وإن القوى الرئيسية في المعارضة ترى أنه لم يعد هناك مجال لتضييع المزيد من الوقت، وخصوصاً أن لديها معلومات عن نية فريق 14 آذار إجراء انتخابات رئاسية من طرف واحد، وذلك بتغطية من دول كبرى. وتدرس المعارضة في هذا السياق الانعكاسات الخاصة بأوضاع مؤسسات عامة حساسة مثل القوات المسلحة من جهة، ووزارة المال ومصرف لبنان من جهة ثانية.

نهر البارد

وعلى صعيد مخيم نهر البارد، شهد يوم أمس تحولاً مفصلياً هاماً في الاشتباكات الدائرة، وتمثل ذلك في ما أعلنته مصادر عسكرية لـ«الأخبار» عصر أمس، من أن «وحدات الجيش سيطرت على مجمعي ناجي العلي والتعاونية»، واضعة بذلك يدها على كامل أنحاء المخيم الجديد.
وبالتزامن مع التقدّم العسكري، ترك الجيش المجال مفتوحاً أمام وساطة «رابطة علماء فلسطين» للوصول الى حل يجنّبه الهجوم على المخيم القديم. وقال مصدر فلسطيني لـ«الأخبار» إن الوساطات الفعلية تتولّاها «حركة الجهاد الاسلامي»، وإنّ هناك احتمالاً قوياً لتوافر حلّ اليوم أو غداً على أبعد تقدير، إذا وافقت قيادة الجيش على مشروع حلّ مطروح «شكّل انسحاب «فتح الإسلام» أمس من المخيم الجديد الى المخيم القديم جزءاً منه»، ليعلن حل الحركة ووقف إطلاق النار من جانبها، وتسليم ما لديها من سلاح ثقيل إلى الفصائل الفلسطينية، ويتم تأليف قوة أمنية مشتركة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والتحالف الفلسطيني تتولى الامن في المخيم، ويتم نزع الألغام المزروعة ويبقى الجيش متمركزاً في المخيم الجديد الى حين زوال كل المظاهر والأسباب التي كانت وراء الاقتتال.
وكان وفد من «رابطة علماء فلسطين» برئاسة الشيخ داوود مصطفى قد دخل عصر أمس الى المخيم والتقى المسؤول العسكري لمنظمة «فتح الإسلام» شاهين شاهين، وأفاد مصطفى أنه لمس لديه إيجابيات ومرونة إزاء مشروع الحل المطروح. ورفض مصطفى إعلان مضمون هذا المشروع «حرصاً على نجاحه» وقال: «سنلتقي قيادة الجيش ونكمل المشاورات لما فيه مصلحة الجميع»، معرباً عن «تفاؤله بنجاح المساعي».
من جهته قال شاهين لـ«الأخبار» إن الحركة تبدي ليونة وتفهماً لكل الطروح المقدمة من رابطة علماء فلسطين. وهو ما أوضحه الشيخ مصطفى لـ«الأخبار» من داخل المخيم بأنه «تم التوصل لآلية اتفاق ستكون قاعدة صالحة لوضع الاتفاق موضع التنفيذ، وسيعقد اجتماع مع اللجنة السباعية الفلسطينية اليوم، يعقبه اجتماع مع قيادة الجيش غداً للغاية نفسها».