مؤتمر الجوار العراقي، حلقة دبلوماسيّة إقليميّة دوليّة تصبو لاحتواء الصراع في العراق والحؤول دون امتداد العنف إلى جيرانه. تنطلق فعاليّاته في شرم الشيخ اليوم وتنتهي غداً، وتتركّز فيه الأنظار على اجتماع أميركي إيراني قد يضع حدّاً لقطيعة تاريخيّة وقد يوقف نزف بلاد الرافدين.ومن الواضح أن نتيجة المؤتمر ستحدّدها المحادثات التي ستجريها وزيرة الخارجيّة الأميركيّة كوندوليزا رايس مع كلّ من نظيريها الإيراني منوشهر متّكي والسوري وليد المعلّم. وفيما يعلّق الكثيرون آمالاً كبيرة على صيغة تولّدها المحادثات لوقف حمّام الدم العراقي، تتخبّط واشنطن في جدليّة أخرى تتعلّق بعلاقة الأنظمة العربيّة «السنيّة الحليفة لها» مع الحكومة العراقيّة بقيادة «الشيعي الحليف لها» نوري المالكي.
فقد طرح رفض الملك السعودي عبد الله استقبال المالكي الأسبوع الماضي، مشكلة أخرى أمام الجانب الأميركيّ، الذي اعترف، على لسان رايس أمس، بأن الدول العربية لا تزال «متشككة» حياله. لكن الوزيرة الأميركية حذرت دول الجوار من أنها «ستخسر» الكثير إذا فشل مؤتمر شرم الشيخ في تحقيق «الاستقرار» في المنطقة.
لكن أبرز ما في تصريحات رايس، التي أدلت بها إلى الصحافيين الذين رافقوها أمس في الطائرة التي أقلتها إلى شرم الشيخ، كان إعلانها توسيع دائرة النقاش في اللقاء المرتقب مع متكي، وتأكيدها استعدادها للإجابة عن «أي سؤال» يطرحه.
أمّا الوزير الإيراني فقد أوضح من جهته أنّه لا يزال «يدرس» اللقاء المحتمل مع نظيرته الأميركية.
وتساءل الرئيس العراقي جلال الطالباني، خلال لقاء في أربيل مع مجموعة من وسائل الإعلام، بينها «الأخبار»، إن كانت المساعدة العربيّة الموعودة «كلامية أم فعليّة؟». (تفاصيل ص 21).