القاهرة ــ خالد محمود رمضان
يبدو أن عمل لجنة مبادرة السلام العربية سيحظى بـ«دفعة أميركية» تسهل ترويجها إسرائيلياً، لكن وفق رؤية تؤاتي إدارة الرئيس جورج بوش، التي سترسل موفداً إلى القاهرة الأسبوع المقبل، بـ «أفكار لإطلاق عملية السلام»، في خطوة تتزامن مع إعلان إسرائيلي عن استعداد رئيس الوزراء إيهود أولمرت للدخول في محادثات، مدعومة من واشنطن، مع لجنة المبادرة.
ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن دعم المفاوضات مع اللجنة العربية يتزايد داخل الحكومة الإسرائيلية، وإن أولمرت يخطط لإعلان قراره النهائي قبل اجتماع اللجنة على المستوى الوزاري المقرر الأربعاء المقبل في القاهرة. وأضاف المسؤولون أن المفاوضات قد تؤدي إلى اختراق، إلا أنها أيضاً قد تؤدي إلى إشعال العنف، إذا فشل الجانبان في الاتفاق.
وقال مسؤول اسرائيلي مطلع على المداولات، بحسب الوكالة نفسها، إن المحادثات مع اللجنة العربية «خيار» قيد البحث النشط، وإن هناك «اتصالات مبدئية» جرت للمتابعة بعد قمة الرياض.
وعلمت «الأخبار» في القاهرة، أن اجتماع اللجنة ستشارك فيه 13 دولة، هي مصر والسعودية والأردن وسوريا وفلسطين ولبنان والبحرين والمغرب واليمن وقطر وتونس والجزائر والسودان، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وستناقش اللجنة، خلال الاجتماع، «سبل تفعيل وتنفيذ قرارات القمة العربية في ما يتصل بطرح وترويج المبادرة العربية للسلام على الأطراف المعنية والإقليمية واللجنة الرباعية والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي».
وستبحث «وضع آليات لتنفيذ المبادرة العربية ودعوة مجلس الأمن إلى اعتبار المبادرة أساساً للتفاوض بين الدول العربية وإسرائيل، إضافة إلى إمكان الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإحياء عملية السلام في المنطقة».
وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد سيزور مصر الخميس المقبل لإجراء مناقشات حول الوضع في المنطقة.
وعلمت «الأخبار» أن المبعوث الأميركي، الذي سيزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة أيضاً، سيضع الجانب المصري في صورة مشروع أميركي جديد لإطلاق عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية وثيقة الصلة بالسفارة الأميركية في القاهرة إن «المشروع الأميركي ليس متكاملاً، بل هو مجموعة تصورات تستهدف بها واشنطن المساعدة في تلميع صورة وسمعة السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، في مقابل حرمان حركة حماس من تحقيق المزيد من النجاح الإقليمي والداخلي».
واشارت المصادر الى أن «الأفكار الأميركية تعتقد بضرورة السعي لعقد شراكة بين الحكومة الفلسطينية وإسرائيل من اجل تقليص نفوذ حماس».