اتّصالات بين برّي والحريري لاحتواء تحرّك نواب السلطة... وشيراك يستقبل جعجع {كمرشّح الأكثرية للرئاسة}
تسارعت الاتصالات والأحداث امس، لكن بوتيرة أعلى من التصعيد السياسي الذي يسبق الجولة الجديدة من الحوار بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري. وتشهد ساحة النجمة اليوم تحرّكاً هو الأوّل من نوعه لنواب 14 آذار بعد عطلة طويلة سببها استقالة وزراء المعارضة وبدء الاعتصام المفتوح وسط بيروت. وجرت اتصالات بين بري والحريري والسفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة لمنع انعكاس التحرّك سلباً على الحوار. وفي هذا الوقت، أعرب البطريرك الماروني نصر الله صفير لـ“الأخبار” عن عدم ارتياحه لإبعاد المسيحيين عنه، فيما كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك يواصل “تورّطه” في الأزمة اللبنانية من خلال استقباله أمس في الإليزيه قائد “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع.

صفير واستبعاد المسيحيين

وقد أعرب صفير عن عدم ارتياحه الى “استبعاد المسيحيين عن البحث الجاري الآن”. وقال رداً على سؤال من “الأخبار” عما إذا كان يؤيد الآن بت قانون الانتخاب ضمن السلة الحالية التي يجري التفاوض عليها بين بري والحريري باعتباره أولوية مسيحية، إنه “يجب أن تكون الأولوية لكل الطوائف ولجميع اللبنانيين على وجه الإجمال، إما أن يكون لبنان دولة أو لا يكون، جميع اللبنانيين يجب أن يشتركوا في حل المعضلات التي تواجه الوطن”.
وعما إن كان هذا يعني أنه غير مرتاح لاستبعاد المسيحيين عن البحث عن الحل، أجاب “طبعاً”. وأضاف “قلنا سابقاً إن الانتخابات يجب أن تكون في الدائرة الصغرى بحيث إن الناخب يعرف من ينتخب والمنتخب يعرف أنه مدين بانتخابه للناخب، دون أن تكون هناك مداخلات. فلا نريد أن يأتي أبناء طائفة بنائب من طائفة أخرى دون أن يكون لأبناء الطائفة التي ينتمي إليها المرشح أي فضل في انتخابه”.
أما عن شكل قانون الانتخاب المفضل فقال صفير: “تبيّن أن المشروع الذي توصلت إليه اللجنة التي كلفت إعداد تصور لقانون الانتخاب يصعب تطبيقه. والآن يعاد النظر فيه بحيث يجب أن يأتي معبّراً عن الواقع اللبناني. يجب بت قانون الانتخاب لكن على الشكل الذي أشرنا إليه”.
من جهته، أعلن تكتل التغيير والاصلاح “موافقته تكراراً على صيغة التزامن والتوازي ما بين حكومة الوحدة الوطنية والمحكمة وقانون انتخاب جديد، في رزمة حل واحدة تعيد التوازن وتحقق المشاركة في السلطة وتخرج البلاد من الأزمة”.

نواب الأكثرية

وكانت البلاد شُغلت امس بقرار نواب 14 آذار التوجه اليوم الى المجلس النيابي لعقد جلسة عادية. وأرفقوا ذلك بحملة على بري الذي قال لزواره: “الكرة ليست عندنا، إنّها في ملعبهم، وما سيقومون به هو تشويش على الحوار الجاري، وهو موجّه بالدرجة الاولى الى الحريري والى المسعى السعودي الهادف الى إيجاد حل قبل القمة العربية”. وأشار الى أن انعقاد المجلس في بداية دورته التشريعية العادية ليس حكمياً، وانه منذ ان تولى رئاسة المجلس عام 1992 لم يرأس سوى 3 جلسات في مناسبة من هذا النوع في شهر آذار، وغالباً ما كانت تجتمع اللجان النيابية وتعقد الجلسات في نيسان وغيره.
وعلمت “الأخبار” أن أبواب القاعة العامة للمجلس لن تفتح أمام نواب الغالبية الذين سيحضرون الى ساحة النجمة للتعبير عن إصرارهم على انعقاد المجلس في بدء العقد العادي الاول، وسيكتفى بتجمع النواب في الصالونات والردهات. وسعى بري مع الحريري لأن يكون الحضور النيابي رمزياً إذا لم يكن المقصود من التحرك نسف الحوار، وهو الأمر الذي وعد الحريري بالعمل على تحقيقه.

شيراك وجعجع

وفي تطور لافت استقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الإليزيه امس الدكتور سمير جعجع في أول لقاء من نوعه لقائد “القوات اللبنانية” منذ توليه منصبه قبل نحو عقدين. وقال مصدر بارز في فريق الأكثرية إن الاجتماع تطلب إعداداً مكثفاً منذ أسابيع عدة وإن الحريري ومعه النائب وليد جنبلاط ضغطا بقوة على القيادة الفرنسية للقيام بهذه الخطوة في إطار تعزيز موقع جعجع المسيحي بوجه العماد ميشال عون، والسعي الى تقديم قائد القوات مرشحاً جدياً من القوى الفاعلة في 14 آذار لرئاسة الجمهورية.
وقال المصدر القريب من جنبلاط إنه لا بد من أن يكون لفريق 14 آذار مرشح قوي لرئاسة الجمهورية يجعل المسيحيين يثقون بأن لديهم رئيساً قوياً، وإن ترشيح جعجع يقفل باب الخلافات المحتملة بين قيادات 14 آذار لأن جعجع هو الاكثر تمثيلاً بينهم على صعيد الشارع المسيحي.
وقد حضرت اللقاء بين شيراك وجعجع زوجة الأخير النائبة ستريدا واستمر نصف ساعة. وقالت مصادر القوات إنه جرى خلاله عرض الوضع العام في لبنان والمنطقة، والسبل الكفيلة بإقرار المحكمة الدولية ودعم موقف حكومة الرئيس فؤاد السنيورة اضافة الى أمور أخرى.