غزة ـــ رائد لافي
استغلّ القيادي «الفتحاوي» محمد دحلان أمس حالة التوتر غير المسبوق بين الرئاسة والحكومة، على خلفية الموقف من القوة التنفيذية، ليطلق حملة تحريض لم تشهدها الأزمة من قبل، بلغت حد وصف حركة «حماس» بـ«القتلة» و«الفئة الضالة»، في موقف يأتي منسجماً مع توجهات ما بات يُعرف بـ«مجموعة الـ15»، التي تؤكد مصادر «فتحاوية» أنها «تأسر» الرئيس محمود عباس، وتدفعه إلى مواجهة داخلية بدعم من الإدارة الأميركية.
توجه عبّر عنه دحلان، الذي يتقدم أعضاء «مجموعة الـ15»، أمس بوضوح خلال مهرجان ذكرى تأسيس حركة «فتح» في غزة، حيث توعّد قادة «حماس» بأنهم لن يكونوا «بمنأى عن قوتنا». وهتف «تحيا فتح.. الموت للقتلة». ورد على هتافات عشرات آلاف الفتحاويين «شيعة.. شيعة.. شيعة»، في إشارة إلى «حماس»، بالقول إنهم «ليسوا شيعة بل قتلة».
وشدد دحلان، الذي وصفته «حماس» بأنه «رأس الفتنة» ورأت أنّ مواقفه تحريض على الاقتتال الداخلي، على أن «جميع الفتحاويين يقفون خلف الرئيس أبو مازن ويقولون له سر على درب خلاص شعبنا من الفئة الضالة التي تبطش بأبناء شعبنا الفلسطيني».
ويأتي هذا التحريض بعد رفض «حماس» قرار عباس اعتبار القوة التنفيذية «غير شرعية»، وإعلانها رفع عدد القوة من 5500 إلى 12 ألف عنصر، ما أجّج حالة التوتر، التي وصلت إلى درجة تنظيم أجهزة الأمن الفلسطينية حملة اعتقال لعناصر «حماس» في الضفة الغربية.
وطالب وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام الوفد الأمني المصري في قطاع غزة بالتدخّل لدى عباس «لإنهاء حالة التصعيد المبرمج في الضفة الغربية من طرف حركة فتح»، محذراً من «انهيار كامل داخل الساحة الفلسطينية».