strong>مداهمــات في الكــورة لمخــازن ســلاح "قديمــة" وتوقيــف عناصــر من الحــزب القــومي
واجهت مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عقبات جديّة في جولة أمس، وبقيت الأجواء قاتمة إزاء احتمال التوصل إلى حل للأزمة الداخلية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال مصدر قريب من موسى إن نتائج يوم أمس كانت معقّدة للغاية وأظهرت تصلّب الكل والتمترس خلف المواقف الأساسية، وإن الاتصالات التي جرت بين السرايا وعين التينة لم تظهر استعداداً أو خطوات عملية نحو حل سريع.
وأشار المصدر إلى أن موسى سيزور اليوم الرئيسين بري والسنيورة والعماد ميشال عون والبطريرك الماروني نصر الله صفير والنائب سعد الحريري، وبعدها يقرر ما إذا كانت الأجواء تسمح له بالبقاء يوماً آخر أو السفر مباشرة إلى القاهرة.
وإذا كان فريق السلطة انشغل طويلاً برمي كرات النار في وجه مبادرة موسى، فقد استجدّ أمس تطوّر أمني في مواجهة المعارضة في ما بدا احتمالاً لتوريط الحزب السوري القومي الاجتماعي في مسائل ذات طابع أمني سياسي. وقال مصدر في قوى المعارضة إن الهدف من هذه الحملة هو “البحث عن منفذ الى سوريا من جهة وإثارة بلبلة في الشارع المسيحي مع ما يفترض فريق السلطة أنه يضعف العماد ميشال عون وتحالفاته السياسية”.
وفي ملف محادثات موسى قالت مصادر شاركت في المحادثات لـ“الأخبار” إنه لم يحصل أي تقدم بعد، وإن المواقف ما تزال على حالها. وكشفت ان موسى الذي التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة فور عودته من دمشق، لم ينقل منه الى بري عندما التقاه مساءً أي جديد عما كان عليه الموقف أول من أمس، ولهذا لم يحصل أي تقدم في البحث. وقال بري لموسى إن على فريق السلطة ان يسحب مشروع المحكمة من الجريدة الرسمية ويعيده الى رئيس الجمهورية حسب الاصول القانونية والدستورية قبل البحث في أي شيء آخر. ورأى أن إنجاز هذه الخطوة يمكن ان يؤسس لاستكمال البحث في بقية بنود المبادرة العربية.
ونسبت المصادر الى بري اتهامه الفريق الحاكم بـ“الكذب والخداع” وقوله “إن هذا الفريق لو كان جاداً في الوصول الى حل لما كان تراجع عما تعهده لموسى، ففي أثناء وجوده في القاهرة نشر مشروع المحكمة في الجريدة الرسمية، وعندما زار دمشق امس بادر هذا الفريق الى رفع العريضة النيابية المتعلقة بهذا المشروع الى مجلس النواب، وعندما رفضت الدوائر المختصة في المجلس التزامها لجأ الى إرسالها عبر البريد المضمون”.
ورأى بري أن هذا الفريق “لا يريد الدخول في حلول، وهو ينفذ تعليمات أميركية تقضي بتضييع الوقت من جهة ويعمل على إظهار الفريق الشيعي بأنه يعرقل إنشاء المحكمة الدولية من جهة ثانية”.
وكان موسى قد زار دمشق لساعات أمس حيث استقبله الرئيس بشار الأسد وأبلغه دعمه المبادرة العربية لحل الخلافات القائمة في لبنان وفقاً “لتوافق اللبنانيين من دون تدخل خارجي”. وأكد له “دعم جهود الجامعة وكل ما يتفق عليه اللبنانيون”، مؤكداً “حرص سوريا على أمن لبنان واستقراره”.
وقال موسى عقب الاجتماع إنه “تلقى دعما مهماً للمبادرة العربية لإنهاء المشكلة القائمة”. وشدد على ضرورة “السير في اتجاه الخروج من هذه المشكلة بتوافق جميع اللبنانيين مع عدم إنكار وجود تأثيرات دولية على الوضع اللبناني”. والتقى موسى في دمشق ايضاً نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وبحث معه في “تطورات الأوضاع في لبنان”، وقدم له عرضاً عن “لقاءاته ومشاوراته التي أجراها في لبنان”. ونقلت وكالة “سانا” عن الشرع تأكيده “موقف سوريا الداعم لكل ما يتفق عليه اللبنانيون بما يساهم في تحقيق مشاركة حقيقية بين الأطراف اللبنانية كافة”.
مخزن سلاح للحزب القومي
لكن التطور الأبرز أمس كان قيام وحدات من قوى الأمن الداخلي بعملية دهم في منطقة الكورة وتوقيف عدد من عناصر الحزب السوري القومي الاجتماعي وتحطيم جدران كان يوجد خلفها مخزن للأسلحة فيه رشاشات حربية ومتفجرات وذخيرة تعود الى زمن الحرب الأهلية، وهو ما أقر به الموقوفون في التحقيقات الجارية لدى فرع المعلومات في قوى الامن، الذي حاول رئيسه المقدم وسام الحسن الحصول على إذن قضائي لمداهمة مقارّ الحزب السياسية في بيروت ومنازل قادته، وهو الأمر الذي تابعته الأوساط السياسية التي حذرت من تقديم نتائج سياسية للتحقيقات الأولية التي لم تشر إلى تورّط العناصر الموقوفة ولا الحزب في عمليات إجرامية.
وأمس عقدت اجتماعات أمنية متلاحقة آخرها برئاسة الرئيس السنيورة حضره وزيرا الدفاع والداخلية وقادة الاجهزة الامنية وخصص للبحث في نتائج اليوم الامني والتوقيفات التي حصلت والمعلومات التي سبقت التوقيفات.